١٦

يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُب ْرى الى يوم القيامة ظرف لما دلّ عليه قوله إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (١٦) لا لمنتقمون لان انّ يحجز عنه و أنكر ابن مسعود هذا التفسير روى البغوي عن ابى الضحى عن مسروق قال بينما رجل يحدث فى كندة فقال يجئ دخان يوم القيامة فيأخذ باسماع المنافقين و أبصارهم و يأخذ المؤمنين كهيئة الزكام ففزعنا فاتيت ابن مسعود و كان متكيا فغضب فجلس فقال من علم فليقل و من لم يعلم فليقل اللّه اعلم فان من العلم ان يقول لما لا يعلم اللّه اعلم- فان اللّه تعالى قال لنبيه صلى اللّه عليه و سلم قل ما اسئلكم عليه من اجر و ما انا من المتكلّفين و ان قريشا أبطئوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال اللّهم اعنى عليهم بسبع كسبع يوسف فاخذتهم سنة حتى اهلكوا فيها و أكلوا الميتة و العظام و يرى الرجل ما بين السماء و الأرض كهيئة الدخان فجاءه ابو سفيان فقال يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم و ان قومك قد هلكوا فادع اللّه فقرأ فارتقب يوم تأتي السّماء بدخان مبين الى قوله انّا كاشفوا العذاب قليلا حتى استسقى لهم النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم عادوا الى الكفر كما قال اللّه تعالى انّكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى اى يوم بدر انّا منتقمون-

و اخرج البغوي عن ابن مسعود قال خمس قد مضين اللزام و الروم و البطشة و القمر و الدخان- و روى البخاري فى الصحيح عن ابن مسعود قال ان قريشا لما استقصوا على النبي صلى اللّه عليه و سلم دعا عليهم بسنين كسنى يوسف فاصابهم قحط حتى أكلوا العظام فجعل الرجل ينظر الى السماء فيرى ما بينه و بينها كهيئة الدخان من الجهد فانزل اللّه فارتقب يوم تأتى السّماء بدخان مبين فاتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقيل يا رسول اللّه استسق لمصر فانها قد هلكت فاستسقى فسقوا فنزلت انّا كاشفوا العذاب قليلا انّكم عائدون فلمّا أصابتهم الرفاهية عادوا الى ما كانوا فانزل اللّه يوم نبطش البطشة الكبرى انّا منتقمون يعنى يوم بدر.

﴿ ١٦