٦

وَ يُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَ الْمُنافِقاتِ عطف على يدخل داخل فى علة إنزال السكينة من حيث ان المنافقين و الكفار غاظوا المؤمنين و طعنوا فى دينهم حين امتثلوا امر اللّه سبحانه فى الصلح و غير ذلك و ظنوا ظن السوء و كان ذلك سببا لتعذيبهم و ان كان قوله ليدخل متعلقا بفتحنا فالامر ظاهر- وَ الْمُشْرِكِينَ وَ الْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللّه ظَنَّ السَّوْءِ يعنى ظانين ان اللّه لا ينصر رسوله و المؤمنين و لا يرجع النبي عليه السلام الى المدينة سالما او ان له تعالى شريكا فالمفعولان محذوفان و قوله ظن السوء اى ظن الأمر السوء منصوب على المصدرية و السوء عبارة عن رداة الشي ء و فساده يقال فعل سوءاى مسخوط فاسد عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ جملة دعائية يعنى يجعل اللّه عليهم دائرة الهلاك و العذاب لا يتخطاهم او دائرة ما يظنون و يتربصون بالمؤمنين

و قرا ابن كثير و ابو عمرو السوء بالضم و هما لغتان غير ان المفتوح غلب فى ان يضاف اليه ما يراد ذمه و المضموم جرى مجرى الشر و كلاهما فى الأصل مصدران- وَ غَضِبَ اللّه عَلَيْهِمْ وَ لَعَنَهُمْ وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ عطف لما استحقوه فى الاخرة على ما استوجبوه فى الدنيا وَ ساءَتْ مَصِيراً جهنم.

﴿ ٦