| 
 ١٥ سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ المذكورون إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ فى القتال حتى نصيب من المغانم يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللّه جملة يريدون بدل اشتمال من سيقولون قرا حمزة و الكسائي كلم اللّه على انه جمع كلمة قيل المراد بالمغانم خيبر خاصة قال محمد بن عمر و امر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أصحابه بالخروج يعنى الى خيبر فجدوا فى ذلك من حوله فمن شهد الحديبية يغزون معه و جاء المخلفون عنه فى غزوة الحديبية ليخرجوا معه رجاء الغنيمة فقال عليه السلام لا يخرجوا معى الا راغبين فى الجهاد و اما الغنيمة فلا- و الظاهر ان معنى الاية سيقولون المخلفون الذين تخلفوا من الجهاد فى غزوة الحديبية حين ظنوا بالمسلمين ضعفا و قلة إذا يرون بالمسلمين قوة و انطلقتم الى المغانم لتاخذوها فى زعمهم غالبا سيقولون ذرونا نتبعكم يريدون ان يبدلوا كلام اللّه يعنى امر اللّه لنبيه ان لا يسير معه أحد منهم كما فى قوله تعالى فاستاذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معى ابدا و لن تقاتلوا معى عدوا انكم رضيتم بالقعود أول مرة كذا قال ابن ريد و قتادة قلت لعل المخلفون لما رأوا من المؤمنين شدة رغبتهم فى الجهاد و سمعوا بيعة الرضوان و ان اللّه الفر؟؟؟ المؤمنين على المشركين فى بطن مكة حتى رضى المشركون على الصلح و اطمأن المسلمون من اهل مكة و فرغوا الجهاد عامة العرب ندموا على التخلف و ظنوا بغلبة المسلمين و أخذهم الغنائم قالوا ذلك حين عزم النبي صلى اللّه عليه و سلم لجهاد اهل خيبر مع ان اهل خيبر كانوا أشد بأسا من اهل مكة حيث كان فيها عشر آلاف مقاتل و انما حبس اللّه رسوله و المؤمنين من اهل مكة ترحما بقريش كما حبس عنهم الفيل لما علم بعلمه القديم ان أكثرهم يؤمنون و يخرج منهم بسمات مومنات و لئلا يصيب المؤمنين معرة بغير علم من ان يطئوا رجالا مومنين و نساء مؤمنات كانوا بمكة لم يعلموهم قُلْ يا محمد لَنْ تَتَّبِعُونا جملة مستانفة اخبار من اللّه تعالى بعدم اتباعهم بعد عزمهم طمعا فى الغنائم و لا يبدل القول لديه و فى معجزة اخبار بالغيب مرتين مرة بالقول و مرة بعدم الاتباع و قيل هذا نفى و معناه النهى- كَذلِكُمْ يعنى قولا مثل ما قلت لكم ايها المخلفون من الاخبار و النهى قالَ اللّه تعالى مِنْ قَبْلُ هذا بوحي غير متلوان غنائم خيبر لاهل الحديبية خاصة لا نصيب لغيرهم فيها او انهم لن يخرجوا معك ابدا و لا يصاحبهم فى غزوة ابدا و ليس المراد منه قوله تعالى فَاسْتَأْذَنُوكَ لانها نزلت بعد ذلك سنة تسع فى غزوة تبوك فَسَيَقُولُونَ اى المخلفون عطف على سيقولون بَلْ تَحْسُدُونَنا عطف على محذوف يعنى لم يقل اللّه كذلك بل تحسدوننا يقولون ذلك حسدا ان يشرككم فى الغنائم بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ عطف على سيقولون يعنى ليس الأمر كما زعمت المخلفون بل كانوا لا يعلمون من اللّه تعالى ما لهم و ما عليهم فى الدين إِلَّا قَلِيلًا يعنى الا تفقها قليلا من امور الدنيا و قال البغوي معناه الا قليل منهم و هو من صدق اللّه و رسوله قلت و على هذا كان المختار عند النحويين الرفع على البدلية لان الكلام غير موجب.  | 
	
﴿ ١٥ ﴾