|
٤ إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ الاية و ما بعدها قرا الجمهور بضم الجيم و ابو جعفر بفتح الجيم و هما لغتان فى جمع حجرة و قال البغوي هى جمع حجر و الحجر جمع حجرة فهى جمع الجمع و الحجرة قطعة من الأرض احاطتها الجدر ان من الحجر بمعنى المنع و المراد حجرات نساء النبي صلى اللّه عليه و سلم و من ابتدائية فان المناداة نشأت من جهة الوراء و فيه دلالة على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان داخل حجرة منها إذ لا بد ان يختلف المبدأ و المنتهى و ان مناداتهم كان من ورائها فان تعدد القصة يحمل على ان مناداتهم وقع تارة وراء بعض و تارة وراء بعض اخر منها و ان اتحد القصة فمناداتهم من ورائها. اما بانهم أتوه حجرة حجرة فنادوه من ورائها او بانهم تفرقوا على الحجرات متطلبين له أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ فانهم كانوا أعرابا من اهل البادية او المعنى لا يعقلون عظمتك و مراعات الحشمة و حسن الأدب و الظاهر منه ان بعضهم كانوا من العقلاء و لم يرتض بالتعجيل و انما أسند فعل البعض الى الكل مجازا و يحتمل ان يراد بالنفي القلة إذا لقلة تقع موقع النفي العام- اخرج الثعلبي من حديث جابر ان الذي ناداه عيينة بن حصن و اقرع ابن حابس وفدا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فى سبعين رجلا وقت الظهيرة و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم راقدا فى بعض حجرات نسائه فقالا يا محمد اخرج علينا- و اخرج ابن جرير عنه لا قرع بن حابس انه اتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال يا محمد اخرج إلينا فنزلت و اخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ان رجلا جاء الى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال يا محمد ان مدحى زين و ان شتمى شين فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم ذاك و هو اللّه فنزلت هذه الاية و هذا مرسل و له شاهد مرفوع من حديث البراء دون نزول الاية و اخرج ابن جريج نحوه عن الحسن و ذكر البغوي حديث قتادة و جابر بلفظ قال قتادة نزلت يعنى هذه الاية و ما بعدها فى ناس من اعراب بنى تميم جاؤا الى النبي صلى اللّه عليه و سلم فنادوا على الباب و يروى ذلك عن جابر قال جاءت بنو تميم فنادوا على الباب اخرج علينا يا محمد فان مدحنا زين و ذمنا شين فخرج النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو يقول انما ذلكم اللّه الذي مدحه زين و ذمه شين فقالوا نحن ناس من بنى تميم حبسئنا و شاعرنا و خطيبنا فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم لثابت بن قيس ابن شماس و كان خطيب النبي صلى اللّه عليه و سلم قم فاجبه فقام فاجابه فقام شاعرهم فذكرا بياتا فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم لحسان بن ثابت قم فاجبه فقام فاجابه فقام الأقرع بن حابس فقال ان محمدا ليؤتى له بكل خير تكلم خطيبنا فكان شاعركم أشعروا حسن قولا ثم دنا من النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال اشهد ان لا اله الا اللّه و اشهد انك رسول اللّه- فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما يضرك ما كان قبل هذا ثم أعطاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كساهم و قد كان تخلف فى ركابهم عمرو بن الأهتم لحداثة سنه فاعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مثل ما أعطاهم و ازرى به بعضهم و كثر اللغط عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فنزل فيهم يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ الآيات الأربع الى غَفُورٌ رَحِيمٌ- و ذكر البغوي عن ابن عباس انه قال بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سرية الى بنى العنبر و امر عليهم عيينة ابن حصن الفرازي فلما علموا انه توجه نحوهم هربوا و تركوا عيالهم فسباهم عيينة و قدمهم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجاء بعد ذلك رجالهم يفدون الذراري فقدموا وقت الظهيرة و وافقوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قائلا فى اهله فلما رأتهم الذراري اجهشوا الى ابائهم يبكون و كان لكل امرأة من نساء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حجرة فعجلوا قبل ان يخرج إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجعلوا ينادون يا محمد اخرج إلينا حتى أيقظوه من نومه فخرج إليهم فقالوا يا محمد فادنا عيالنا فنزل جبرئيل عليه السلام فقال ان اللّه يأمرك ان تجعل بينك و بينهم رجلا فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أ ترضون ان يكون بينى و بينكم سيرة بن عمرو و هو غلى دينكم فقالوا نعم فقال سيرة انا لا احكم بينهم الا و عمى شاهد و هو الأعور بن بشامة فرضوا به فقال الأعور ارى ان تفادى نصفهم و تعتق نصفهم فقال صلى اللّه عليه و سلم قد رضيت ففادى نصفهم و أعتق بعضهم و انزل اللّه تعالى إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ |
﴿ ٤ ﴾