|
٥ وَ لَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا يعنى لو ثبت صبرهم يعنى حبس نفوسهم عما تشتهيه الأهواء من التعجيل فى قضاء الحوائج بخلاف ما يقتضيه العقل من تعظيم المحتاج اليه لا سيما من هو من اللّه بمنزلة من لا يوازيه أحد حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ يعنى صبرا مغيا بالخروج إليهم- فيه اشعار الى ان مطلق الخروج لا يصلح غاية للصبر بل ينبغى ان يصبروا حتى يتوجه إليهم و يفاتحهم بالكلام لَكانَ الصبر خَيْراً لَهُمْ من الاستعجال لما فيه من حفظ الأدب و تعظيم الرسول صلى اللّه عليه و سلم الموجبتين للثناء و الثواب و اسعاف المرام قال مقاتل لكان خيرا لهم لانك كنت تعتقهم جميعا و تطلقهم بلا فداء وَ اللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ فاقتصر على النصح و التقريع للمسببين للادب التاركين تعظيم الرسول صلى اللّه عليه و سلم بناء على جهلهم و قلة عقلهم و ذكر محمد بن يوسف الصالحي ان سرية عيينة بن حصن كان الى بنى تميم فى المحرم سنة تسع بعث إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين منعوا الزكوة و كان السبايا على ما ذكر محمد بن عمر احدى عشر امرأة و ثلثين صبيا و اخرج احمد و غيره بسند جيد عن الحارث بن الضرار الخزاعي قال قدمت الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدعانى الى الإسلام فاقررت به و دخلت فيه و دعائى الى الزكوة فاقررت بها و قلت يا رسول اللّه ارجع الى قومى فادعوهم الى الإسلام و أداء الزكوة فمن استجاب لى جمعت زكوته فترسل الى الإبان كذا و كذا لياتيك فلما جمع الحارث الزكوة و بلغ الإبان احتبس الرسول فلم يأته فظن الحارث انه قد حدث فيه سخطة فدعى سروات قومه فقال لهم ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان وقت وقتا يرسل رسوله ليقبض ما عندى من الزكوة و ليس من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الخلف و لا ارى حبس رسوله الا من سخطه فانطلقوا فناتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الوليد بن عقبة ليقبض ما كان عنده فل ما ان سار الوليد فرق فرجع فقال ان الحارث منع الزكوة و أراد قتلى فضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم البعث الى الحارث فاقبل الحارث بأصحابه إذا استقبل البعث قال لهم الى اين بعثتم قالوا إليك قال لم قالوا ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم انك منعت الزكوة و أردت قتله قال لا و الذي بعث محمدا بالحق ما رايته و لا أتاني فلما دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال منعت الزكوة و أردت قتل رسولى قال لا و الذي بعثك بالحق فنزلت. |
﴿ ٥ ﴾