|
١٤ قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا ط الاية قال السدى نزلت فى الاعراب الذي ذكرهم اللّه فى سورة الفتح و هم اعراب جهينة و مزينة و اسلم و أشجع و غفار كانوا يقولون أمنا ليامنوا على أنفسهم و أموالهم فلما استنفر لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الى الحديبية تخلفوا فنزلت قالت الاعراب أمنا يعنى صدقنا قُلْ يا محمد صلى اللّه عليه و سلم لَمْ تُؤْمِنُوا فان الايمان صفة القلب عبارة عن تصديقه و الإقرار ركن زائد عن الاختيار لاجراء الاحكام قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الايمان ان تؤمن باللّه و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الاخر و تؤمن بالقدر خيره و شره كذا فى الصحيحين من حديث عمر ابن الخطاب مرفوعا فى حديث سوال جبرئيل- وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا و المراد بالإسلام الانقياد الظاهري و كان مقتضى نظم الكلام ان يقال لا تقولوا أمنا و لكن قولوا اسلمنا او يقال لم تؤمنوا و لكن أسلمتم فعدل عنه الى هذا النظم احترازا عن النهى عن القول بالايمان و عن الجزم بإسلامهم مع فقد لشرط اعتباره عند اللّه تعالى- وَ لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ط حال من فاعل قولوا او معطوف على لم تؤمنوا للتاكيد على نفى الايمان فى الماضي و التوقع فى المستقبل و ليس فى لم تؤمنوا التوقع فلا يلزم التكرار وَ إِنْ تُطِيعُوا اللّه وَ رَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ. |
﴿ ١٤ ﴾