٢

بَلْ عَجِبُوا بمعنى قد عجبوا اى كفار مكة و على التقدير الاول هذا معطوف على محذوف تقديره و القران المجيد لقد صدق الرسول و قد أنكره الكفار بل عجبوا أَنْ جاءَهُمْ منصوب بنزع الخافض يعنى عجبوا من ان جاءهم مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ليعجبهم مما ليس هو بعجب و هو ان تنذرهم أحد من جنسهم او من قومهم ممن عرفوا عدالته و اعترفوا بها و من كان كذلك لا يكون الا ناصحا لقومه خايفا عليهم ان ينالهم مكروه و إذا علم ان امرا مخافا أظلهم لزمه ان ينذرهم فكيف ما هو غاية المخاف و قد قال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا اجتمع اليه بطون قريش ارايتكم ان أخبرتكم ان خيلا يخرج بالوادي يريد ان يغير عليكم انكم مصدقى قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقا قال فانى نذير لكم بين يدى عذاب شديد الحديث متفق عليه من حديث ابن عباس فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْ ءٌ عَجِيبٌ و الفاء للتفسير فهو بيان لتعجبهم و هذا اشارة الى اختيار اللّه تعالى محمدا صلى اللّه عليه و سلم للرسالة و إضمار ذكرهم فى عجبوا او إظهاره هاهنا للتسجيل على كفرهم بذلك و جاز ان يكون الفاء للتعقيب و هذا اشارة الى البعث بعد الموت فهو عطف لتعجبهم مما انذروا به على عجبهم ببعث المنذر و للمبالغة فى انكار هذا التعجب وضع المظهر موضع المضمر فانهم مع علمهم بقدرة اللّه تعالى على خلق السموات و الأرض و ما بينهما أول مرة و إقرارهم بالنشأة الاول أنكروا النشأة الاخرى مع شهادة العقل بانه لا بد من الجزاء و جاز ان يكون عذا اشارة الى المبهم يفسره.

﴿ ٢