١٢

يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ ظرف لقوله او فيضاعفه او متعلق بمقدر يعنى اذكر يَسْعى نُورُهُمْ اى يضى ء نور التوحيد و الطاعات معهم على الصراط و أينما كانوا و يكون ذلك دليلهم الى الجنة و جملة يسعى حال من المؤمنين و المؤمنات بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ قال بعض المفسرين أراد جميع جوانبهم فعبر بالبعض عن الكل و يؤيد هذا التأويل الدعاء المأثورة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم فانه كان يقول إذا خرج للصلوة اللّهم اجعل فى قلبى نورا و فى بصرى نورا و فى سمعى نورا و عن يمينى نورا و عن شمالى نورا و خلفى نورا و اجعلنى نورا رواه الشيخان و ابو داود و النسائي و روى ابن ماجة عن ابن عباس و فى رواية عند مسلم و ابى داود و النسائي و زاد فى لسانى نورا و اجعل من خلفى نورا و من امامى نورا و اجعل من فوقى نورا و من تحتى نورا اللّهم أعطني نورا فان هذا الدعاء يقتضى احاطة النور من جميع جوانبه و لعل وجه تخصيص الجهتين بالذكران السعداء يوتون صحائف أعمالهم من هاتين الجهتين و قال الضحاك و مقاتل يسعى نورهم بين أيديهم و بايمانهم كتبهم و قيل يجعل اللّه لهم نورا فى الجهتين اشعارا بانهم بحسناتهم سعدوا بصحايفهم البيض أفلحوا اخرج ابن جرير و ابن ابى حاتم عن ابن مسعود قال يوتون نورهم على قدر أعمالهم يمرون على الصراط منهم من نوره مثل الجبل و منهم من نوره مثل النخلة و أدناهم نورا من كان فى إبهامه يتقدمرة و يطفى اخرى و قال قتادة ذكر لنا ان النبي صلى اللّه عليه و سلم قال من المؤمنين من يضى ء نوره من المدينة الى عدن و الى الصنعاء فدون ذلك حتى ان من المؤمنين من لا يضى ء نوره الا بين القدمين- (فصل) فى موجبات النور و الظلمة اخرج ابو داود و الترمذي عن بريدة و ابن ماجة عن انس كليهما عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال بشر المشائين فى الظلم الى المساجد بالنور التام يوم القيامة و ورد مثله فى حديث سهل بن سعد و زيد بن الحارثة و ابن عباس و ابن عمر و حارثة بن وهب و ابى امامة و ابى الدرداء و ابى سعيد و ابى موسى و ابى هريرة و عائشة رض و روى احمد و الطبراني عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من حافظ على الصلوات كانت له نورا و برهانا و نجاة يوم القيامة و من لم يحافظ عليها لم يكن له نورا و لا برهانا و لا نجاة و كان يوم القيامة مع قارون و فرعون و هامان و روى الطبراني عن ابى سعيد مرفوعا من قرا سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة من مقامه الى مكة و

روى ابن مردوية عن ابن عمر من قرا سورة الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدميه الى عنان السماء يضى ء له يوم القيامة و روى احمد عن ابى هريرة مرفوعا من تلا اية كانت له نورا يوم القيامة و روى الديلمي عن ابى هريرة مرفوعا الصلاة علىّ نور على الصراط

و اخرج الطبراني فى الأوسط من ذهب بصره فى الدنيا جعل اللّه له نورا يوم القيامة ان كان صالحا- و روى الطبراني عن عبادة بن صامت مرفوغا فى الحج اما حلق راسك فانه ليس من شعره يقع فى الأرض الا كانت له نورا يوم القيامة و روى البزاز عن ابن مسعود مرفوعا إذا رميت الجمار كانت به نورا يوم القيامة و روى الطبراني بسند جيد عن ابى امامة مرفوعا من شاب شيبة فى الإسلام كانت له نورا يوم القيامة روى البزاز بسند جيد عن ابى هريرة مرفوعا من رمى بسهم فى سبيل اللّه كان له نورا يوم القيامة و روى البيهقي فى شعب الايمان بسند منقطع عن ابن عمر مرفوعا ذاكر للّه فى السوق له بكل شعرة نور يوم القيمة و روى الطبراني عن ابى هريرة مرفوعا من فرج عن مسلم كربه جعل اللّه له يوم القيمة شعبتين من نور على الصراط يستضى ء بهما عالم لا يحصيهم الا رب العزة

و اخرج الشيخان عن ابن عمر و مسلم عن جابر و الحاكم عن ابى هريرة و ابن عمرو الطبراني عن ابن زياد قالوا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إياكم و الظلم فانه هو الظلمات يوم القيامة و اللّه تعالى اعلم بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ يعنى يقول لهم ذلك من يلقيهم من الملائكة كانت الجملة فى الأصل فعلية تقديره يبشركم اليوم بجنات فعدلت الى الاسمية للدلالة على الاستمرار بشرى مبتدا و جنات خبره و اليوم ظرف البشرى اى المبشر به جنات او بشركم دخول جنت تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ صفة لجنات خالِدِينَ فِيها ط حال من الجملة التي يفهم من الكلام السابق يعنى يدخلونها خالدين فيها و لا يجوز ان يكون حالا من جنات و إلا لزم جريانه على غير من هو له ذلِكَ النور و البشرى بالجنات المخلدة هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

﴿ ١٢