|
١٣ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا بدل من يوم ترى انْظُرُونا قرأ حمزة بهمزة القطع و فتحها فى الحالين و كسر الظاء من الافعال من النظرة بمعنى المهلة كما فى قوله تعالى حكاية عن إبليس رب أنظرني الى يوم يبعثون يعنى مهلونا جعل ثانيهم فى المشي حتى يلحقوا بهم امهالا لهم مجازا و الباقون بحذف الالف فى الوصل و ضمها فى الابتداء بمعنى الانتظار فى القاموس نظره و انتظره و تنظره تأنى عليه و نظرة كفرجة التأخير قال اللّه تعال ى فنظرة الى ميسرة و اللّه تعالى اعلم نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ و مجزوم فى جواب الأمر اى تستضى ء بكم و نمشى فى نوركم و لا يكون للمنافقين و الكافرين نور يوم القيامة حيث لم يكن لهم نور الايمان فى الدنيا و هو المستفاد من القران و من لم يجعل اللّه له نورا فماله من نور و به قال الكلبي و اخرج ابن ابى حاتم عن ابى امامة الباهلي قال يبعث اللّه ظلمة يوم القيامة فما من مؤمن و لا كافر يرى كفه حتى يبعث اللّه بالنور اى المؤمن بقدر أعمالهم فيتبعه المنافقون و يقولون انظرونا نقتبس من نوركم و اخرج عنه من وجه اخر فى حديث طويل فيه فيغشى الناس ظلمة شديدة ثم يقسم النور فيعطى المؤمن نورا او يترك الكافر و المنافق فلا يعطيان شيئا و هو مثل ضرب اللّه فى كتابه او كظلمات فى بحر لّجّىّ يغشاه من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا اخرج يده لم يكد يراها و من لم يجعل اللّه له نورا فماله من نور فلا يستضى ء الكافر و المنافق بنور المؤمن كما لا يستضى ء الأعمى ببصر البصير و يقول المنافقون للذين أمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا و هى خدعة اللّه التي خدع بها المنافقين قال يخدعون اللّه و هو خادعهم فيرجعون الى المكان الذي قسم اللّه فيه النور فلا يجدون شيئا فينصرفون إليهم و قد ضرب بينهم بسور له باب الاية اخرج ابن جرير و البيهقي عن ابن عباس قال بينهما الناس فى ظلمة إذ بعث اللّه نورا فلما راى المؤمنون النور توجهوا نحوه و كان دليلا لهم من اللّه الى الجنة فلما راى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا الى النور تبعوهم فاظلم على المنافقين فقالوا حينئذ للمؤمنين انظرونا نقتبس من نوركم فانا كنا معكم فى الدنيا قالوا ارجعوا وراءكم من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا نورا هناك و اخرج ابن المبارك من طريق مجاهد عن يزيد بن شجرة قال انكم تكتبون عند اللّه باسمائكم و سيماكم و و نجواكم و مجالسكم فاذا كان يوم القيامة نودى يا فلان بن فلان لا نور لك و قال البغوي ان اللّه يعطى المؤمنين نورا على قدر أعمالهم يمشون به على الصراط و يعطى المنافقين ايضا نورا خديعة لهم و هو قوله عز و جل و هو خادعهم فبينماهم يمشون إذا بعث اللّه ريحا و ظلمة فاطفأ نور المنافقين فذلك قوله تعالى يوم لا يخزى اللّه النبي و الذين أمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم و بايمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا مخافة ان يسلبوا نورهم كما سلب نور المنافقين كذا اخرج الحاكم و البيهقي عن ابن عباس بلفظ ليس أحد من الموحدين الا يعطى نورا يوم القيامة فاما المنافق فيطفى ء نوره و اما المؤمن فيشقق مما راى من اطفأ نور المنافق فهو يقول ربنا أتمم لنا نورنا و الطبراني عنه نحوه و اخرج مسلم و احمد و الدارقطني فى الرواية من طريق ابن الزبير انه سمع جابر بن عبد اللّه فذكر حديثا طويلا و فيه و يعطى كل انسان منهم منافق او مؤمن نورا ثم يتبعونه و على جسر جهنم كلاليب و خسك تأخذ ما شاء اللّه ثم يطفى ء نور المنافقين- و المختار عندى ان المنافقين لا يكون لهم نورا أصلا كما يدل عليه القران و ما تقدم من الأحاديث و لعل المراد بالمنافقين الذين يعطى لهم نورا فيطفى قبل بلوغهم الى الجنة فى الأحاديث المتاخرة اصحاب الهواء من المؤمنين كالروافض و الخوارج و القرينة على هذا المراد قوله عليه السلام فى حديث ابن عباس ليس أحد من الموحدين الا يعطى نورا و الموحد لا يكون الا بالشهادتين بإخلاص كما مر فى حديث وفد عبد القيس أ تدري ما الايمان باللّه وحده و اللّه اعلم قيل قال ابن عباس يقول لهم المؤمنون و قال قتادة يقول لهم الملائكة ارْجِعُوا وَراءَكُمْ اى الى المكان الذي قسم فيه النور كما يدل عليه حديث ابى امامة و ابن عباس و ذلك خديعة بهم او المعنى ارجعوا ورائكم الى الدنيا فَالْتَمِسُوا هناك نُوراً بتحصيل الايمان و المعارف الالهية و الأخلاق الفاضلة و كسب الطاعات فان هذا النور ظهور ذلك فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بين المؤمنين و المنافقين بِسُورٍ بحائط لَهُ بابٌ ط يدخل فيه المؤمنون باطِنُهُ اى باطن السور او الباب فِيهِ الرَّحْمَةُ لانه يلى الجنة وَ ظاهِرُهُ اى خارج السور او الباب مِنْ قِبَلِهِ اى من جهة الظاهرة الْعَذابُ لانه يلى النار- قال البغوي روى عن عبد اللّه بن عمر قال ان السور الذي ذكر اللّه فى القران بسور له باب هو سور بيت المقدس الشرقي باطنه فيه المسجد و ظاهره من قبله العذاب وادي جهنم و قال ابن شريح و كان كعب يقول فى الباب الذي يسمى باب الرحمة فى البيت المقدس انه الباب الذي قال اللّه تعالى عز و جل فضرب بينهم بسور له باب الاية. |
﴿ ١٣ ﴾