|
١٦ أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا من انى الأمر يانى إذا جاء اناه وقته أَنْ تَخْشَعَ اى ترق و تلين و تخضع قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّه قال البغوي قال عبد اللّه ابن مسعود و ما كان بين اسلامنا و بين ان عاتبنا اللّه بهذه الاية الا اربع سنين و قال ابن عباس ان اللّه استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم على راس ثلثة عشر سنة من نزول القران و اخرج ابن المبارك فى الزهد عن سفيان عن الأعمش قال لما قدم اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة فاصابوا من العيش بعد ما كان بهم من الجهد مكانهم و فتروا عن بعض ما كانوا فنزلت أ لم يأن الاية و اخرج ابن ابى حاتم عن السدى عن القاسم قال ملّ اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ملة فقالوا فنزل اللّه نزل احسن الحديث ثم ملواملة فقالوا حدثنا يا رسول اللّه فانزل اللّه أ لم يأن للذين أمنوا الاية و قال البغوي قال الكلبي و مقاتل نزلت فى المنافقين بعد الهجرة بسنة و ذلك انهم سالوا السلمان الفارسي ذات يوم فقالوا حدثنا عن التورية فان فيه العجائب فنزلت نحن نقص عليك احسن القصص فاخبرهم ان القران احسن من غيره فكفوا عن سوال سلمان ما شاء اللّه ثم عادوا فسالوا سلمان عن مثل ذلك فنزل اللّه نزل احسن الحديث فكفوا عن سواله ما شاء اللّه ثم عادوا فقالوا حدثنا عن التوراة فان فيها العجائب فنزلت هذه الاية و على هذا فتاويل الاية أ لم يأن للذين أمنوا فى العلانية و باللسان تخشع سرايرهم و قلوبهم لذكر اللّه وَ ما نَزَلَ قرأ نافع و حفص و يعقوب بتخفيف الزاء و الباقون بالتشديد مِنَ الْحَقِّ اى القران الموصول معطوف على ذكر اللّه عطف أحد الوصفين على الاخر و يجوز ان يراد بالذكر ذكر اللّه سوى القران وَ لا يَكُونُوا اى الذين أمنوا منصوب بان معطوف على تخشع و جاز ان يكون مجزوما على انه نهى معطوف على امر مفهومه مما سبق فان المفاد من قوله تعالى أ لم يأن للذين أمنوا ان تخشع قلوبهم ليخشع قلوب الذين أمنوا و لا يكونوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ يعنى اليهود و النصارى و المراد بالنهى عن مماثلة اهل الكتاب فيما حكى عنهم بقوله تعالى فَطالَ معطوف على أوتوا عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ اى الزمان بينهم و بين أنبيائهم أو طال عليهم الزمان بطول أعمارهم فى الكفر و المعاصي فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ط معطوف على طال وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ خارجون عن دينهم رافضون لما فى كتابهم لفرط القساوة جملة اسمية معطوف على فعلية و جاز ان يكون حالا و جملة أ لم يأن مستانفة. |
﴿ ١٦ ﴾