١٩

وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّه وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ اى المبالغون فى الصديق او الصدق فانهم صدقوا جميع اخبار اللّه تعالى و رسوله صلى اللّه عليه و سلم و هذه الاية تدل على جواز اطلاق الصديق على كل مؤمن و من هاهنا قال مجاهد كل من أمن باللّه و رسوله فهو صديق و شهيد- و كذا قال عمرو بن ميمون و للصديق اطلاق اخر أخص منه و هو من اكتسب كمالات النبوة بالوراثة و التبعية و هو المعنى من قوله تعالى فاولئك مع الذين أنعم اللّه عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين قلت و يمكن ان يراد فى هذه الاية ايضا هو المعنى و المراد بالموصول المعهود يعنى الصحابة رض فانهم هم الذين كانوا موجودين فى زمن النبي صلى اللّه عليه و سلم و الحصر المستفاد من الضمير الفصل يدل على انحصار الصديقية فى الصحابة و يكون الحصر إضافيا بالنسبة الى اكثر الناس قال المجدد رح الصحابة كلهم كانوا فى كمالات النبوة كان كل من راى النبي صلى اللّه عليه و سلم نظرة مع الايمان يستغرق فى كمالات النبوة و للصديق اطلاق اخر أخص من ذلك و بذلك المعنى قال على رض انا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي الاكاذب و بذلك الإطلاق قال الضحاك هم ثمانية نفر من هذه الامة سبقوا اهل الأرض فى زمانهم الى الإسلام ابو بكر و على و زيد و عثمان و طلحة و الزبير و سعد و حمزة و تاسعهم عمر بن الخطاب الحقه اللّه بهم لما عرف من صدق نية و معنى الحقه بهم ان اللّه تعالى جعله صديقا بعدهم بستة سنة لا بمعنى انه دونهم فى الرتبة بل هو أفضل غير ابو بكر رضى اللّه عنه وَ الشُّهَداءُ للّه و للرسول او على الأمم يوم القيمة عطف على الصديقين و قيل مبتداء خبره عِنْدَ رَبِّهِمْ و هو قول ابن عباس و مسروق و جماعة فقيل هم الأنبياء لقوله تعالى فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً يروى ذلك عن ابن عباس و قول مقاتل ابن حبان و قال مقاتل بن سليمان هم الذين استشهدوا فى سبيل اللّه لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ اى الاجر و النور الموعد ان لهم وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ اى خالدين فيها دون غيرهم فان الصحة تدل على الملازمة و التركيب يشعر بالاختصاص.

﴿ ١٩