|
٩ وَ الَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَ الْإِيمانَ الاية و روى البخاري عن ابى هريرة بلفظ قالت الأنصار اقسم بيننا و بين إخواننا النخل قال لا تكفونا المؤن و تشرككم فى الثمر قالوا سمعنا و اطعنا و ليس ذكر نزول الاية صحيح و المعنى تبوء و ادارا بحره و تمكنوا فى الايمان و هم أنصار شبه الايمان بالمقر لدوام اثباتهم عليه و اثبت التبوء على الاستعارة التخييلية و جاز ان يكون الايمان منصوبا بالفعل المقدر يعنى و أخلصوا الايمان من قبيل علفتها تبنا و ماء باردا يعنى و سقيتها ماء باردا و قيل المعنى تبؤوا دار الهجرة و دار الايمان و هى المدينة فحذف المضاف من الثاني و المضاف اليه من الاول و عوض عنه اللام سمى المدينة دار الايمان لانها مظهره عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول ان اللّه تعالى سمى المدينة طابة رواه مسلم و عن جابر بن عبد اللّه فى حديث قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انما المدينة كالكير تنفى خبثها و تنصع طيبها متفق عليه و روى مسلم عن ابى هريرة بمعناه مِنْ قَبْلِهِمْ اى من قبل هجرة المهاجرين و قيل تقدير الكلام و الذين تبوء الدار من قبلهم و الايمان يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَ لا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ فى أنفسهم حاجَةً قيل المحتاج اليه يسمى حاجة و المعنى طلب حاجة و قيل المراد ما يحمل عليه الحاجة من الطلب و الحسد و الغيظ مِمَّا أُوتُوا اى من أجل ما اعطى المهاجرون دونهم من الفي ء و ذلك ان النبي صلى اللّه عليه و سلم قسم اموال بنى النضير بين المهاجرين و لم يعط أحدا من الأنصار الا ثلثة منهم فطابت انفس الأنصار بذلك قال محمد بن يوسف الصالحي فى سبيل الرشاد ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما تحول من بنى عوف بن عمر الى المدينة تحول المهاجرون فتنافست فيهم الأنصار ان ينزلوا عليهم اقترعوا فيهم بالسهمان فما نزل أحد من المهاجرين على أحد من الأنصار الا بقرعة بينهم فكان المهاجرون فى دور الأنصار و أموالهم فلما غنم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بنى النضير دعا ثابت بن قيس بن شماس فقال ادع لى قومك قال ثابت الخزرج يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الأنصار كلها فدعى الأوس و الخزرج فتكلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحمد اللّه تعالى و اثنى عليه بما هو اهله ثم ذكر الأنصار و ما صنعوا بالمهاجرين و إنزالهم إياهم فى منازلهم و أموالهم و إيثارهم على أنفسهم ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان احببتم قسمت بينكم و بين المهاجرين ما أفاء اللّه تعالى على من بنى النضير و كان المهاجرون على مالهم من السكنى و مساكنكم و أموالكم و ان احببتم اعطيتهم و خرجوا من دوركم فتكلم سعد بن عبادة و سعد بن معاذ رض و خيراهما خيرا فقالا يا رسول اللّه بل تقسمه بين المهاجرين و يكونوا فى دورنا كما كانوا و نادت الأنصار رض و جزاهم اللّه خيرا رضينا و سلمنا يا رسول اللّه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اللّهم ارحم الأنصار فقسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما أفاء اللّه عليه و اعطى المهاجرين و لم يعط أحدا من الأنصار من ذلك الفي ء شيئا إلا رجلين كانا محتاجين سهل بن حنيف و أبا دجانة و اعطى سعه ابن معاذ رض عنهم سيف بن ابى الحقيق و كان سيفا له ذكر عندهم و ذكر البلاذري فى فتوح البلدان له ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال للانصار ليس لاخوانكم من المهاجرين اموال فان شئتم قسمت هذه و أموالكم بينكم و بينهم جميعا و ان شئتم امسكتم أموالكم و قسمت هذه فيهم خاصة قالوا بل اقسم هذه فيهم و اقسم لهم من أموالنا ما شئت فنزلت وَ يُؤْثِرُونَ اى يقدمون المهاجرين باموالهم و منازلهم عَلى أَنْفُسِهِمْ حتى ان من كان عنده امرأتان نزل عن واحدة و زوجها من أحدهم وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ فاقة و حاجة الى ما يؤثر قال البغوي روى عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم النضير للانصار فذكر نحو ما ذكر البلاذري و روى البخاري عن ابى هريرة قال اتى رجل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال يا رسول اللّه أصابني الجهد فارسل الى نسائه فلم يجد عندهن شيئا فقال أ لا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه اللّه فقام رجل من الأنصار فقال انا يا رسول اللّه فذهب الى اهله فقال لامرأته هذا ضيف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا تدخريه شيئا قالت و اللّه ما عندى إلا قوت الصبية قال فاذا أراد الصبية العشاء فنوميهم و تعالى فاطقى السراج و نطوى بطوننا الليلة ففعلت و فى رواية فهيات طعامها و نومت صبيانها ثم قامت كانها تصلح سراجها فاطفأت فجعلا يريانه انهما يأكلان فباتا لهاويين؟؟؟ ثم غدا الرجل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال لقد اعجب اللّه أو ضحك من فلان و فلانة فانزل وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ و اخرج مسدد فى مسنده و ابن المنذر عن ابى المتوكل الناجي ان رجلا من المسلمين فذكر نحوه و فيه ان الرجل الذي أضاف ثابت بن قيس بن شماس فنزلت فيه هذه الاية و اخرج الواحدي من طريق محارب ابن دثار عن ابن عمر قال اهدى لرجل من اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم راس شاة فقال ان أخي فلان و عياله أحوج الى هذا منا فبعث به إليهم فلم يزل يبعث به واحد الى اخر حتى تداولها سبعة أبيات حتى رجعت الى أولئك فنزلت وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ و روى البخاري عن انس بن مالك قال دعى النبي صلى اللّه عليه و سلم الأنصار الى ان يقطع لهم البحرين فقالوا لا ان نقطع لاخواننا من المهاجرين مثلنا قال فاصبروا حتى تلقونى فانه سيصيبكم اثره بعدي و ذكر البلاذري فى فتوح البلدان انه قال ابو بكر رض جزاكم اللّه يا معشر الأنصار فو اللّه ما مثلنا و مثلكم الا كما قال الغنوي جزا اللّه عنا جعفرا حين ارتعت بنا تعلنا فى الوطنين فنزلت أبوا ان يحلونا و لو ان أمنا تلقى الذي يلقون مناطلت- و روى الآجري فى كتاب الشريعة عن قيس بن ابى حازم نحوه وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ حتى يخالفها فيما يغلب عليها من حب المال و بغض الانفاق فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الشح البخل و الحرص كذا فى القاموس و فى الصحاح بخل مع حرص قال البغوي فرق العلماء بين الشح و البخل روى ان رجلا قال لعبد اللّه بن مسعود انى أخاف ان أكون قد هلكت قال و ما ذاك قال اسمع اللّه يقول و من يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون و انا رجل شحيح لا يكاد يخرج من يدى شى ء قال عبد اللّه ليس ذاك بالشح الذي ذكره اللّه عز و جل و لكن الشح ان تأكل مال أخيك ظلما و لكن ذاك البخل و بئس الشي ء البخل و قال عمر ليس الشح ان يمنع الرجل ماله انما الشح ان تطمع عين الرجل الى ما ليس له و قال سعيد بن جبير الشح هو أخذ الحرام و منع الزكوة و قبل الشح الحرص الشديد الذي يحمله على ارتكاب المحارم و قال ابن زيد من لم يأخذ شيئا نهاه اللّه عنه و لم يدعه الشح الى ان يمنع شيئا من شى ء امره اللّه به فقدوقى شح نفسه عن جابر بن عبد اللّه ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة و اتقوا الشح فان الشح أهلك من كان قبلكم حملهم ان يسفكوا دمائهم و استحلوا محارمهم رواه مسلم و احمد و عن ابى هريرة انه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لا يجتمع غبار فى سبيل اللّه و دخان فى جوف عبد ابدا و لا يجتمع الشح و الايمان فى قلب عبد ابدا رواه البغوي و كذا روى النسائي. |
﴿ ٩ ﴾