٨

لا يَنْهاكُمُ اللّه عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ الاية

و اخرج احمد و البزاز و الحاكم و صححه عن عبد اللّه بن الزبير قال قدمت قتيلة بنت عبد العزى على ابنتها اسماء بنت ابى بكر و كان ابو بكر طلقها فى الجاهلية فقدمت بنتها بهدايا فابت اسماء ان تقبل منها او تدخلها منزلها حتى أرسلت الى عائشة ان سلى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاخبرته ان تقبل هداياها و تدخلها منزلها فانزل اللّه لا ينهكم اللّه عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين وَ لَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ اى تكرموهم و تحسنوا إليهم قولا و فعلا بدل من الذين بدل اشتمال اى لاينهكم اللّه عن مبرتهم وَ تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ط اى تقضوا إليهم القسط و العدل إِنَّ اللّه يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ و قال ابن عباس نزلت الاية فى خزاعة كانوا قد صالحوا النبي صلى اللّه عليه و سلم ان لا يقاتلوه و لا يعينوا عليه أحدا فرخص اللّه تعالى فى مبرهم و من هاهنا يظهر انه يجوز دفع الصدقة النافلة الى الذمي و قد مر المسألة فى سورة البقر فى تفسير قوله تعالى ليس عليك هداهم و من ثم امر النبي صلى اللّه عليه و سلم بإعطاء سارة مولاة ابى عمرو كما ذكرنا فى أول السورة و اللّه اعلم.

﴿ ٨