٦

وَ إِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ لعله لم يقل يا قوم كما قال موسى لانه لا نسب له فيهم إِنِّي رَسُولُ اللّه إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ اى من قبلى مِنَ التَّوْراةِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسكن الياء ابن عامر و حفص و حمزة و الكسائي و فتحها الباقون و مصدقا و مبشرا حالان من ضمير انى رسول اللّه و العامل فيهما و فى الرسول من معنى الإرسال لا الجار و المجرور فانه ظرف لغوصلة للرسول فلا يعمل اسْمُهُ أَحْمَدُ و هو أحد اسمى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم افعل من الحمد يعنى اكثر حامدية للّه تعالى من غيره و الأنبياء كلهم حمادون و اكثر محمودية من غيره من المخلوقات و الأنبياء كلهم محمودون موصوفون بالخصال الحميدة و هو صلى اللّه عليه و سلم اكثر مناقبا و اجمع فضايلا و محاسنا بها يستحق الحمد من غيره قال المجدد اسمه صلى اللّه عليه و سلم أحمد له خصوصية بنشإ الروحانية و لذلك سماه عيسى بذلك الاسم قبل نشاء العنصرية بالجسمانية و اسمه عليه السلام محمد له خصوصية بنشاء الجسمانية و له ولايتان ولاية محمدية و هى ا لمحبوبية الممتزجة بالمحبة و ولاية احمدية و هى المحبوبية الخالصة فعلى هذا الاولى ان يقال اشتقاه من المحمودية و اللّه تعالى اعلم ذكر عيسى عليه السلام تصديقه بالأنبياء حتى يكون دليلا على صدق دعواة الرسالة فان الحق يطابق الحق و الأنبياء شهداء بعضهم لبعض فذاك أول الكتب المشهورة الذي حكم به النبيون و النبي الذي هو خاتم المرسلين الذي بشر به الأنبياء كلهم و التورية و غيرها من الكتب السماوية فَلَمَّا جاءَهُمْ عيسى او احمد صلى اللّه عليه و سلم بِالْبَيِّناتِ المعجزات الظاهرة من احياء الموتى و إبراء الأكمه و الأبرص و بالقران المعجز الباقي بمعنى الدهور و الأزمان و شق القمر و غير ذلك ما لا يحصى و الظرف متعلق بقوله تعالى قالُوا يعنى كفار بنى إسرائيل او كفار قريش و غيرهم هذا سِحْرٌ قرأ حمزة ساحر اشارة الى عيسى او محمد صلى اللّه عليه و سلم

و قرا الباقون سحر اشارة الى ما جاء به المعجزات مُبِينٌ ظاهر.

﴿ ٦