٣

وَ آخَرِينَ عطف على الضمير المنصوب فى يعلمهم اى و يعلم اما؟؟؟ آخرين مِنْهُمْ اى كائنين من جنس الأولين حيث يدينون بدينهم و يسلكون على طريقهم قال عكرمة و مقاتل هم التابعون و قال ابن زيدهم جميع من دخل فى الإسلام الى يوم القيمة و هى رواية ابن نجيح عن مجاهد و قال عمرو بن سعيد بن جبير و ليث عن مجاهدهم العجم لحديث ابى هريرة قال كنا جلوسا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم إذ نزلت عليه سورة الجمعة فلما قرا و آخرين منهم لما يلحقوا بهم قال رجل من هؤلاء يا رسول اللّه فلم يراجعه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى سال مرتين او ثلاثا قال فينا سلمان الفارسي قال فوضع النبي صلى اللّه عليه و سلم يده على سلمان ثم قال لو كان الايمان عند الثريا لنا له رجال من هؤلاء متفق عليه و فى رواية عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لو كان الدين عند الثريا لذهب اليه رجل او قال رجال من أبناء فارس حتى يتناولوه قلت هذا الحديث يدل على فضل رجال من العجم و انهم ممن أريد بهذه الاية و لا دليل على نفى خيرهم على ما يدل عليه عموم الاية و لعل المراد لقوله صلى اللّه عليه و سلم رجال من هؤلاء أبناء فارس أكابر النقشبندية فانهم من ال بخارا و سمرقند و نحو ذلك و هم منتسبون فى الطريقة الى سلمان الفارسي فانهم ينتسبون الى جعفر الصادق عن القاسم بن محمد عن سلمان عن أبى بكر الصديق عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ اى لم يدركوهم و لكنهم يكونون بعدهم و قيل لما يلحقوا بهم فى الفضل و الثواب لان التابعين و من بعدهم لا يدركون فضل الصحابة حيث قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا تسبوا أصحابي فلو ان أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم و لا نصيفه متفق عليه من حديث ابى سعيد و يرد على هذا التأويل ان المراد لو كان كذلك لورد بصيغة المضارع اى لا يلحقوا بهم فى المستقبل من الزمان دون الماضي فان لما يقتضى نفى اللحوق فى لماضى و التوقع فى المستقبل الا ان يقال الإيراد بصيغة الماضي للدلالة على تحقيق وجودهم و نفى للحوق المستفاد من كلمة لا نظرا الى الأكثر و توقع اللحوق نظرا الى بعض من يأتي بعدهم و لو بعد الف سنة فكانه اشارة الى المجدد الف ثانى و كمل خلفائه فانهم بلغوا بكمال متابعة النبي صلى اللّه عليه و سلم و وراثته تبعا و طفيلا أقصى كمالاته و اكتسبوا كمالات النبوة و الرسالة و اولى العزم و الخلة و المحبة و المحبوبية التي لم يتحقق بعد الصدر الاول فاشتبهوا بالصحابة فصار مثل لامة المرهومة كمثل المطر لا يدرى اوله خيرا و آخره كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مثل أمتي كمثل المطر لا يدرى اوله خير او آخره او كحديقة اطعم فوج منها عاما و نوج منها عاما لعل آخرها فوجا هى اعرضها عرضا و أعمقها عمقا و أحسنها حسنا رواه رزين وَ هُوَ الْعَزِيزُ فى تمكينه رجلا اميا من ذلك الأمر العظيم الخارق للعادة و تائيده عليه الْحَكِيمُ فى اختياره و إياه من بين كافة البشر و تعليمه.

﴿ ٣