١٠

وَ أَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ عطف على لا تلهكم قال ابن عباس يريد زكوة الأموال مِنْ قَبْلِ ظرف لا نفقوا أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ اى يرى دلايله و حينئذ يوصى عن ابى هريرة قال قال رجل يا رسول اللّه اى الصدقة أعظم اجرا قال ان تصدق و أنت صحيح شحيح تخشى الفقر و تأمل الغنى و لا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا و قد كان لفلان متفق عليه فَيَقُولَ رَبِّ بعد الموت ان لم يتصدق فى الحيوة تحسرا لَوْ لا اى هلا أَخَّرْتَنِي و قيل لا زائدة و لو للتمنى يعنى لو أخرتني اى أمهلتني فى الدنيا بتأخير الموت إِلى أَجَلٍ أمد قَرِيبٍ غير بعيد فَأَصَّدَّقَ أصله فاتصدق قلبت التاء بالصاد فادغمت منصوب على جواب التحضيض تقديره لو لا كان منك تاخيرى فى الدنيا فتصدق منى وَ أَكُنْ قرأ ابو عمرو أكون بالواو منصوبا عطفا على اصدق قالوا انما حذفت الواو فى رسم خط المصحف اختصارا و الباقون بغير و او مجزوما على الرسم لتوهم الجزم فى اصدق على تقدير ترك الفاء فكانه عطف على موضع الفاء و ما بعده مِنَ الصَّالِحِينَ اى من المؤمنين هذا قول مقاتل و جماعة قالوا أنزلت الاية فى المنافقين و قيل الاية نزلت فى المؤمنين و المراد بالصلاح إتيان الواجبات و ترك المنهيات

قال البغوي روى الضحاك و عطية عن ابن عباس قال ما من أحد يموت و كان له مال لم يؤد زكوته و أطاق الحج و لم يحج إلا سأل الرجعة عند الموت

و قرا هذه الاية و قال أكن من الصالحين أحج.

﴿ ١٠