١٥

َّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ يعنى ابتلاء من اللّه تعالى و اختبار لكم فمن ادى حقوق اللّه تعالى و حقوق الناس مع كثرة العلائق و العوائق بعثه اللّه تعالى على منازل الأبرار و كان أفضل ممن أذى بلا عوايق و من ثم راجع اهل السنة ان خواص البشر اعنى الأنبياء أفضل من خواص الملائكة و عوامهم اعنى الأولياء و الصلحاء أفضل من عوامهم إذ لا عايق للملائكة عن طاعة اللّه تعالى و من شغله الأموال و الأولاد عن طاعة اللّه تعالى و أداء الحقوق و بعثه على ارتكاب المعاصي و ناول الحرام رده اللّه الى أسفل السافلين اللّه عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ فاطلبوه و اثروا محبته على محبة الأموال و الأولاد و السعى لهم فائده ذكر اللّه سبحانه عداوة الأزواج و الأولاد و أورد هناك من التبعيضية لان بعض الأزواج و الأولاد ليسوا كذلك و لم يورد من التبعيضية فى كونهم فتنة و اختبارا لانها لا يخلو عن اشتغال القلب و قد ذكرنا فى سورة الجمعة فى حديث بريدة نزوله صلى اللّه عليه و سلم حين راى الحسن و الحسين يمشيان و يعثران و حمله إياهما و قوله صدق اللّه انما أموالكم و أولادكم فتنة اخرج ابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير قال لما نزلت اتقوا اللّه حق تقاته اشتد على القوم العمل فقاموا حتى و رمت عراقيبهم و تفزحت جباههم فانزل اللّه تعالى تخفيفا للمسلمين.

﴿ ١٥