٥

عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ خيرا منكن الجملة جواب الشرط قرا نافع و ابو عمر و يبد له بالتشديد

و الباقون بالتخفيف أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ على التغليب فان الخطاب مع حفصة و عائشة او على تعميم الخطاب و ليس فى الاية ما يدل على انه لم يطلق حفصة و ان فى النساء خيرا منهن لان تعليق طلاق الكل لا ينافى تطليق واحدة و المعلق بما لم يقع لا يجب وقوعه

قال البغوي هذا اخبار عن القدرة لا عن الكون مُسْلِماتٍ خاضعات للّه تعالى مُؤْمِناتٍ مصدقات للرسل قانِتاتٍ مواظبات على الطاعة او مصليات او داعيات تائِباتٍ عن الذنوب او راجعات الى اللّه تعالى و الى امر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عابِداتٍ متعبدات للّه تعالى او متذللات لامر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سائِحاتٍ صائمات سمى الصائم سائحا لان السائح لا زاد معه فلا يزال متمسكا حتى يجد من يطعمه فشبه به الصائم فى إمساكه الى وقت إفطاره و قال بعضهم الصوم ضربان حقيقى و هو ترك المطعم و المنكح و حكى و هو حفظ الجوارح من السمع و البصر و اللسان و الأيدي و الأرجل و غيرها عن المعاصي فالسائح الصائم الذي يصوم هذا الصوم او مهاجرات فى سبيل اللّه و قيل اللاتي يسحن مع النبي صلى اللّه عليه و سلم حيث ساح و قيل السائحون الذين يسيرون على ما اقتضاه قوله تعالى أ فلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او أذان يسمعون بها ثَيِّباتٍ وَ أَبْكاراً وسط العاطف بينهما لتنافيهما و لانهما فى حكم صفة واحدة إذا المعنى مشتملات على الثيابة فى بعضهن و البكارة فى بعض اخر.

﴿ ٥