٢

ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ اى ملتبسا بنعمة ربك من النبوة و المروة و كمال العقل و الفهم و جلال الفضل و انواع المكارم و العلوم و العامل فى الحال معنى النفي و قيل مجنون و الباء لا يمنع كونه عاملا فيما قبله لكونه زائدة لكنه ضعيف من حيث المعنى بِمَجْنُونٍ

قال البغوي هذا جواب لقول الكفار يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون و كذا اخرج ابن المنذر عن ابن جريج و انما قالوا ذلك استبعادا منهم ما ادعاه النبي صلى اللّه عليه و سلم من الرسالة من اللّه تعالى و ما ارتكبه النبي صلى اللّه عليه و سلم من مخالفة جميع الناس فى ايام العسرة و استيلاء ظلمة الكفر و لما كان هذا الاستبعاد منهم مستقرا قويا فى زعمهم أكدوا قولهم انك لمجنون بان و لام القسم و بناء على شدة انكارهم أكد اللّه سبحانه الجواب بالقسم و زيادة الباء فى خبر بالتاكيد النفي و فيه نفى المجنون عنه صلى اللّه عليه و سلم بحال تلبسه بنعمة اللّه ليكون هذا القيد بمنزلة البينة و البرهان على النفي فانه من كان بهذه المثابة من العلم و العقل و الفهم و الكمال فالقول فيه بانه مجنون سفسطة لا يقول به الا من هو ابلد من الحمار و أحمق من ابن حنيفة الم تسمع ان الأتان سجدت الى الكعبة ثلثا حين ركبت حليمة مع النبي صلى اللّه عليه و سلم عليها و قالت الأتان على ظهره خير النبيين و سيد المرسلين و خير الأولين و الآخرين و حبيب رب العالمين صلى اللّه عليه و سلم كذا ذكر فى المواهب اللدنية فى حديث طويل فالكفار ابلد من الحمار.

﴿ ٢