|
٦ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ أيكم مبتداء و الباء زايدة و المفتون بمعنى المجنون خبره او المفتون مصدر بمعنى الجنون كالمعقول و المجلود مبتداء و الخبر مقدم او المعنى باى الفريقين منكم الجنون بفريق المؤمنين او بفريق الكافرين فى أيهما من يستحق هذا الاسم و الجملة الاستفهامية بتأويل المفرد مفعول للفعلين السابقين على سبيل التنازع و الحاصل ان الجنون ليس بالكفار فانه لا شك ان مقتضى العقل انه من خبر بين الخبرين اختارا خبرهما و من ابتلى ببليتين اختار أهونهما و المؤمنون اختاروا الاشتغال باللّه سبحانه الجميل المتصف بجميع الكمالات المنزه عن جميع النقائص أنصار النافع و بذلوا همتهم فى ابتغاء مرضاته و اجتنبوا موجبات سخطه و اختاروا نعم الاخروية القوية الابدية على النعم الدنيوية الدنية الزائلة الكائنة كان لم تكن و الكفار اختاروا الممكنات التي لا تضر و لا تنفع الا بإذن اللّه بل اختاروا للعبادة الحجارة و تركوا اللّه الواحد القهار القيام و اختاروا الحظوظ العاجلة لا تدرك منها الا ما شاء اللّه على النعم الابدية و اختاروا النار على الجنة. |
﴿ ٦ ﴾