٥

فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ اما تفصيل لما أجمل و الجملة معطوفة على كذبت الفاء للسببية تقديره كذبت ثمود و عاد بالقارعة فاهلكوا بسبب تكذيبها اما ثمود فاهلكوا بالطاغية اى بالصيحة التي جاوزت مقادير الصياح فاهلكتهم كذا قال قتادة و هو الصحيح و ذلك ان جبرئيل عليه السلام صاح صيحة واحدة فهلكوا جميعا و قيل أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة و صوت كل شى ء فى الأرض فتقطفت قلوبهم فى صدورهم و قيل الطاغية مصدر كالعافية بمعنى الطغيان اى اهلكوا لطغيانهم من التكذيب و قتل الناقة و غير ذلك و قيل المراد بالطاغية قذار بن سالف عاقر ناقة صالح و التاء للمبالغة او الجماعة التي اتفقت على عقر الناقة و بعثت قذارا لعقرها فانها كانت سبب هلاكهم و ذلك ان اللّه تعالى بعث صالحا الى ثمود فدعاهم الى اللّه تعالى فابوا و طلبوا منه ان يخرج ناقة عشراء من هذه الصخرة و اشاروا الى صخرة اية حتى يؤمنوا به فدعا صالح ربه فخرجت منها ناقة عظمة مسافة ما بين جنبيها مائة و عشرون ذراعا عشراء و ولدت فى الحال ولدا مثلها فلم يومنوا و قالوا هذا من سحره فجعل اللّه تعالى تلك الناقة نقمة لهم حيث كانوا قليل الماء فكانت الناقة تشرب ماءهم يوما و تترك الماء لهم يوما و كذا الكلاء فاجمع جماعة منهم على قتلها فبعثوا أشقى الناس و هو قذار بن سالف فعقروا الناقة و عتوا عن امر ربهم و قالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين فقال صالح تمتعوا فى داركم بعد قتلها ثلثة ايام تصفر وجوهكم فى اليوم الاول و تحمر فى اليوم الثاني و تسود فى الثالث و يصبحكم العذاب فى الرابع فكان كذلك و أخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا فى ديارهم جاثمين كان لم يغنوا فيها لكن هذه التأويلات اى القول بان المراد طاغة المصدر او عاقر الناقة لا يصاعده العطف باما فى قوله تعالى.

﴿ ٥