١١

يُبَصَّرُونَهُمْ ط اى يرونهم صفة لحميم او استيناف يدل على ان المانع من السؤال ليس الخفاء بل اما تشاغل كل عن السؤال عن غيره لشدة على نفسه او الغيبة عن السؤال بمشاهدة الحال كبياض الوجه و سواده و نحو ذلك و جمع الضميرين لعموم الحميم لوقوعه نكرة فى حيز النفي

قال البغوي ليس فى القيامة مخلوق الا و هو نصب عين صاحبه من الجن و الانس فيكون للرجل أباه و أخاه و قرابته و يبصر حميمه فلا يكلمه لاشتغاله بنفسه و قيل معنى يبصرونهم يعترفونهم اما المؤمن فبياض الوجه و اما الكافر فبسواد الوجه يَوَدُّ يتمنى الْمُجْرِمُ المشرك الجملة حال من فاعل يبصرونهم او من مفعوله و العائد وضع المظهر موضع الضمير او مستأنفة فى جواب ما يصنع المجرم يعنى ان المجرم يشتغل بنفسه عن غيره بحيث يتمنى ان يفتدى بأقرب الناس و أحبهم اليه فى الدنيا فضلا ان يهتم بحاله و يساله و على هذا قوله تعالى لا يسئل حميم حميما مختص بالكفار و اما المؤمنون فيسالون احمامهم و يشفعون لهم و قد تواتر فى ذلك الأحاديث بالمعنى قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و الذي نفسى بيده ما منكم من أحد باشد منا شدة فى الحق قد تبين لكم من المؤمنين للّه تعالى يوم القيامة لاخوانهم الذين فى النار يقولون ربنا كانوا يصومون معنا الحديث متفق عليه و فى حديث طويل عن ابى سعيد الخدري لَوْ يَفْتَدِي اى المجرم او المتمنى و الجملة بيان للوداد مِنْ عَذابِ متعلق بيفتدى مضاف الى يَوْمِئِذٍ قرأه الجمهور مجرورا بالاضافة

و قرا نافع و الكسائي بفتح الميم لاكتسابه البناء من المضاف اليه بِبَنِيهِ مع ما عطف عليه متعلق بيفتدى.

﴿ ١١