٤ يَغْفِرْ لَكُمْ مجزوم على جواب الأمر فان الايمان و الطاعة سبب للمغفرة عن عمرو بن العاص قال أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقلت ابسط يمينك فلا بايعك فبسط يمينه فقبضت يديه فقال مالك يا عمرو قلت أردت ان اشترط قال تشترط ماذا قلت ان يغفر لى قال اما علمت يا عمرو ان الإسلام يهدم ما كان قبله و ان الهجرة تهدم ما كان قبلها و ان الحج يهدم ما كان قبله رواه مسلم و عن معاذ قال كنت ردف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على حمار ليس بينى و بينه الا مؤخرة الرحل فقال يا معاذ هل تدرى ما حق اللّه على عباده و ما حق العباد على اللّه قلت اللّه و رسوله اعلم قال فان حق اللّه على العباد ان يعبدوه و لا يشركوا به شيئا و حق العباد على اللّه ان لا يعذب من لا يشرك به شيئا فقلت يا رسول اللّه أ فلا ابشر به الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا متفق عليه و عن انس هذه القصة نحوه و فيه فاخبر بها معاذ عند موته تأثما متفق عليه مِنْ ذُنُوبِكُمْ من زائدة او للتبعيض اى بعض ذنوبكم يعنى ما هو حق اللّه تعالى وَ يُؤَخِّرْكُمْ اى يعافيكم فلا يعاقبكم إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ط هو أقصى ما قدر لكم بشرط الايمان و الطاعة مسئله اعلم ان القضاء على نوعين قضاء مبرم و معلق فالمعلق ما كتب فى اللوح المحفوظ ان فلانا ان أطاع اللّه تعالى عوفى الى مدة كذا مثلا و ان عصى اللّه يرسل عليه الطوفان مثلا او غير ذلك و هذا النوع من القضاء يجوز تبديله بفقدان الشرط و هو معنى قوله تعالى يمحو اللّه ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب و عن سلمان الفارسي قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يرد القضاء الا الدعاء و لا يزيد فى العمر الا البر رواه الترمذي و المبرم و هو المراد بقوله تعالى لا تبديل لكلمات اللّه إِنَّ أَجَلَ اللّه اى الاجل الذي قدره اللّه تعالى إِذا جاءَ على الوجه المقدر به لا يُؤَخَّرُ فاما المبرم فلا يوخر قط اما المعلق فلا يوخران جاء على ما علق به فبادروا بالطاعات فى اوقات الامهال و التأخير قبل الاجل المبرم و لا ترتكبوا المعاصي الموجبة للتعذيب المفضية الى الاجل المعلق فان قيل مذهب اهل السنة ان الاجل واحد لا يزيد و لا ينقص حتى قالوا المقتول ميت بأجله و ما ورد فى الحديث لا يزيد فى العمر الا البر تأويله عندهم ان البر يزيد بركات العمر بكثرة الثواب و ما ذكرت يشبه مذهب المعتزلة قلنا ليس كذلك بل المعتزلة ينكرون القدر و يجعلون القاتلون خالقا لموت المقتول ما ذكرت هو مذهب اهل السنة فان معنى قولهم الاجل واحد لا يزيد و لا ينقص هو الاجل الثابت بالقضاء المبرم لا تبديل فيه لا يستقدمون ساعة و لا يستاخرون و المقتول ميت بأجله المبرم و ان كان التعليق فى اللوح المحفوظ انه ان قتله فلان مات و الا لم يمت لكنه المبرم فى القضاء انه يقتله فلان البتة و انه يموت فى ذلك الوقت بقتله البتة و لا يوجد شرط بقاءه بعد ذلك الوقت البتة فح لا حاجة الى تاويل الحديث عن ابى حزامة عن أبيه قال قلت يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ارايت رقى نسترقيها و دواء نتداوى بها و تقاة نتقيها هل ترد من قدر اللّه شيئا قال هى من قدر اللّه رواه احمد و الترمذي و ابن ماجة يعنى ان اللّه تعالى قدر انه يتداوى فيحصل له الشفاء بالدواء لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يعنى لو كنتم من اهل العلم و النظر لمصلحتهم و فيه انهم لانهماكهم فى الشهوات كانهم كانوا شاكين فى الموت قال ابن عباس بعث نوح و هو ابن أربعين و عاش بعد الطوفان ستين سنة و قال مقاتل بعث و هو ابن مائة سنة و قيل ابن خمسين سنة و قيل مائتين و خمسين سنة و كان عمره الفا و اربعمائة و خمسين سنة و لا شك فى انه لبث يدعوا قومه الف سنة الا خمسين عاما و روى الضحاك عن ابن عباس ان قوم نوح كانوا يضربون نوحا حتى يسقط فيلقونه فى لبد و يلقونه فى بيت انه قد مات فيخرج فى اليوم الثاني و يدعوهم الى اللّه سبحانه و تعالى و حكى محمد بن اسحق عن عبيد بن عمر الليثي انه بلغه انهم كانوا يبطشون بنوح عليه السلام فيخنقونه حتى تغشى عليه فاذا أفاق قال رب اغفر لقومى فانهم لا يعلمون حتى إذا عادوا فى المعصية و اشتد عليه منهم البلاء انتظر النجل فلا يأتي قرن الا كان أخبث من الذين قبلهم حتى كان الآخرون منهم ليقولن قد كان هذا مع ابائنا و أجدادنا هكذا مجنونا لا يقبلون منه شيئا فح شكى الى اللّه عز و جل و. |
﴿ ٤ ﴾