١١

يُرْسِلِ السَّماءَ اى المطر تسمية الحال باسم المحل عَلَيْكُمْ مِدْراراً حال من السماء اى كثير دره و يستوى فى هذا البيان المذكر و المؤنث و يرسل مع ما عطف عليه مجزوم فى جواب الأمر بالاستغفار فدل على ان الاستغفار سبب للمطر و غير ذلك من النعم الدنيوية و دفع البلاء اما عموما او فى مادة مخصوصة حيث كان نزول البلاء نقمة الشوم المعاصي كما كان فى قوم نوح عليه السلام و كما يدل عليه قوله تعالى ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ اما إذا كان ذلك نعمة لرفع الدرجات فلا كما كان بايوب عليه السلام و غيره من الأنبياء و عن سعيد قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالامثل يبتلى الرجل على حسب دينه فان كان فى دينه صلبا اشتده بلائه و ان كان فى دينه رقة ابتلى حسب دينه فما يبرح البلاء بالعهد حتى يتركه يمشى على الأرض و ما عليه خطيئة رواه احمد و البخاري و الترمذي و ابن ماجه و رواه البخاري فى التاريخ عن بعض ازواج النبي صلى اللّه عليه و سلم بلفظ أشد الناس بلاء فى الدنيا نبى او صفى- روى الحاكم فى المستدرك و ابن ماجه و عبد الرزاق عن ابى سعيد نحوه و فيه و لاحدهم كان أشد فرحا بالبلاء من أحدكم بالعطاء و يمكن ان يقال قحط المطر بلاء عام لا يتصور الا بشوم المعاصي من العوام فالاستغفار سبب للمطر عموما و من ثم شرع الاستغفار فى الاستسقاء روى مطرف عن الشعبي ان عمر خرج يستسقى بالناس فلم يزد على الاستغفار حتى رجع فقيل له سمعناك استسقيت فقال طلبت الغيث بمجارى السماء الذي يستنزل بها القطر ثم قرا استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا.

﴿ ١١