|
٢٥ مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ على قراءة الجمهور و قرا ابو عمر و خطاياهم ما مزيده للتاكيد و التفخيم و من للسببية متعلق باغرقوا اى من أجل خطاياهم أُغْرِقُوا بالطوفان فَأُدْخِلُوا ناراً فى عالم البرزخ المسمى بالقبر فانه روضة من رياض الجنة او حفرة من حفرات النيران فهذه الاية دليل على اثبات عذاب القبر لان الفاء للتعقيب و صيغة ادخلوا للمضى خلافا للمعتزلة و غيرهم من اهل الهواء قالوا فى تاويل هذه الاية انه أورد بفاء التعقيب لعدم اعتداد لما بين الإغراق و الإدخال او لان المسبب كالمتعقب للسبب و صيغة الماضي لان المتيقن كالواقع قلنا الأصل فى الكلام الحقيقة و هذه التأويلات حمل على المجاز فلا يجوز بلا دليل كيف و قد دلت من الأحاديث ما لا يحصى على عذاب القبر و انعقد عليه اجماع السلف عن انس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان العبد إذا وضع فى قبره و تولى عنه أصحابه انه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقول ما كنت تقول فى هذا الرجل لمحمد صلى اللّه عليه و سلم فاما المؤمن فيقول اشهد انه عبد اللّه و رسوله فيقال له انظر الى مقعدك من النار قد أبدلك اللّه به مقعدا من الجنة فيريهما جميعا و اما المنافق و الكافر فيقال له ما كنت تقول فى هذا الرجل فيقول لا أدرى كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت و لا تليت و يضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين متفق عليه و عن عائشة قالت ما رايت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلى صلوة الا تعوذ باللّه من عذاب القبر متفق عليه و عن عثمان انه كان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فقيل له تذكر الجنة فلا تبكى و تبكى من هذا فقال ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال ان القبر أول منزلة من منازل الاخرة فان نجا منه فما بعده أيسر منه و ان لم ينج منه فما بعده أشد منه قال و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما رايت نظرا قط الا و القبر اقطع منه رواه الترمذي ابن ماجة و عن ابى سعيد قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسلط على الكافر فى قبره تسعة و تسعين تنينا تنهسه و تلدغه حتى تقوم الساعة و لو ان تنينا منها نفخ فى الأرض ما أنبتت خضراء رواه الدارمي و روى الترمذي نحوه و قال سبعون بدل تسعة و تسعون و تنكير نارا للتعظيم او لان المراد نوع من النيران غير نار جهنم و جملة اغرقوا مع ما عطف عليه استيناف كانه فى جواب ما فعل لهم إذا شتكى نوح الى اللّه عصيانهم فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللّه أَنْصاراً اى لا يجد أحد منهم أحدا ينصرهم فان مقابلة الجمع بالجمع يقتضى انقسام الآحاد على الآحاد و أحد نكرة فى حيز النفي يعم و الجملة تعريض لهم باتخاذ الهة من دون اللّه لا يقدر على نصرهم. |
﴿ ٢٥ ﴾