٣ وَ أَنَّهُ الضمير عائد الى ربنا او للشان قرأ نافع و ابن كثير و ابو عمرو و شعبة بكسر الهمزة عطفا على مقولة قالوا يعنى انا سمعنا و هكذا فى أحد عشر موضعا غيره الى قوله و انا منا المسلمون و هذا ظاهر غير ان فى قوله تعالى و انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن الاية التفات من المتكلم الى الغيبة و فى قوله تعالى و انهم ظنوا كما ظننتم التفات من الغيبة الى الخطاب و قرا ابو جعفر و انه و انهم فى ثلثة مواضع بالفتح على انه استمع نفر بمعنى لوحى الى انه تعالى جد ربنا و اوحى الى انه كان و اوحى الى انهم ظنوا و فى تسعة مواضع الباقية بالكسر لما ذكرنا و قرا ابن عامر و حفص و حمزة و الكسائي بفتح الهمزة فى المواضع كلها قال المفسرون فى توجيه هذه القراءات انه معطوف على انه استمع يعنى اوحى الى انه تعالى جد ربنا و هذا لا يستقيم الا الى الثلاثة الذي قرأها ابو جعفر بالفتح دون البواقي و قيل انه معطوف على حمل الجار و المجرور فى أمنا به يعنى صدقنا انه تعالى جد ربنا و هذا ايضا لا يستقيم الا فى بعض المواضع كما هو الظاهر و لو لا هذه القراءة فى المتواترات لما احتجنا الى تكلفات فى توجيهها لكنها من المتواترات فوجب ارتكاب التكلفات و اللّه تعالى اعلم تَعالى جَدُّ رَبِّنا الجملة خبر لان و العائد وضع المظهر موضع المضمر على تقدير كون الضمير عائدا الى تقديره انه تعالى جده فوضع المظهر موضع الضمير للتصريح على الربوبية فان الربوبية تقتضى ان يكون عظمته و شانه أعلى و ارفع عن شان المربوبين و معنى جد ربنا جلاله و عظمته كذا قال مجاهد و عكرمة و قتادة و منه قول انس كان الرجل إذا قرا بقرة و ال عمران- جد فينا اى عظم قدره و قال السدى جد ربنا امر ربنا و قال الحسن غنا ربنا و قال ابن عباس قدرة ربنا و قال الضحاك فعله و قال القرطبي آلاؤه و نعمائه على خلقه و قال الأخفش ملك ربنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً خبر بعد خبر لان كانه تأكيد و بيان للجزاء الاول يعنى تعالى جلاله عن اتخاذ الصاحبة و الولد كما هو شان المربوبين كانهم سمعوا من القرآن ما ينههم على خطاء ما اعتقدوه من الشرك فى العبادة و نسبة الصاحبة و الولد اليه تعالى. |
﴿ ٣ ﴾