٨

وَ أَنَّا لَمَسْنَا أردنا المس السَّماءَ بعد مبعث النبي صلى اللّه عليه و سلم و الظاهر ان المراد بالسماء السحاب فان السماء يطلق على ما هو فوقك و يدل على هذا التأويل حديث عائشة رضى اللّه تعالى عنها قالت سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول ان الملائكة تنزل فى العنان و هو السحاب فتذكر لامر الذي قضى فى السماء فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتتوجه الى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم رواه البخاري

فان قيل قد وقع فى بعض الاخبار بلفظ يدل على حقيقة السماء عن ابى هريرة رض ان النبي صلى اللّه تعالى عليه و اله و سلم قال إذا قضى اللّه الأمر فى السماء ضربت الملائكة بأجنحتها فضعانا لقوله كانه سلسلة على صفوان فاذا فرغ عن قولهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الذي قال الحق و هو العلى الكبير فسمعها مسترقوا السمع هكذا بعضه فوق بعض و وضع سفيان بكفه ليستمع الكلمة فيلقها الى من تحته ثم يلقها الاخر الى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر او الكاهن فربما أدرك الشهاب قبل ان يلقيها و ربما ألقيها قبل ان يدركه فيكذب معه مائة كذبة الحديث رواه البخاري و فى حديث ابن عباس ربنا تبارك و تعالى إذا قضى امرا سبح حملة العرش ثم سبح اهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح اهل هذه السماء الدنيا ثم قال الذين يحملون العرش ماذا قال ربكم فيخبرونهم ما قال فبستخبر بعض اهل السموات بعضا حتى يبلغ هذا السماء الدنيا فيخطف الجن السمع فيقذفون الى أوليائهم و يرمون فما جاؤا به على وجهه فهو حق و لكنهم يغرقون فيه و يزيدون رواه مسلم

قلنا ليس فى هذين الحديثين و ما فى معناهما ان الجن يخطف من السماء الدنيا و لعل معناه حتى يبلغ الخبر هذا السماء الدنيا ثم اهل السماء الدنيا ينزلون الى العنان فتذكر الأمر الذي قضى فى السماء فيخطف الجن مسترقو السمع و هم بعض فوق بعض الى العنان فحينئذ يدركه الشهاب الثاقب من نجوم السماء و اللّه تعالى اعلم فَوَجَدْناها اى السماء مُلِئَتْ حَرَساً حراسا اسم الجمع كالخدم شَدِيداً قويا من الملائكة الذين يمنعون هم عنها وَ شُهُباً جمع شهاب و هو شعلة نار انتشرت من النجوم.

﴿ ٨