١٠

عَلَى الْكافِرِينَ معناه يعسر الأمر على الكافرين يومئذ لتضمن إذا معنى الشرط دخل الفاء فى قوله فذلك و ذلك اشارة الى وقت النقر مبتداء خبره يوم عسير و يومئذ بدله فه و فى محل الرفع مبنى الاضافة الى غير متمكن غَيْرُ يَسِيرٍ تأكيد بمنع ان يكون عسيرا من وجه و يسيرا من وجه و فيه اشارة الى كونه يسيرا على المؤمنين ذكر البغوي ان اللّه تعالى لما انزل على النبي صلى اللّه عليه و سلم حم تنزيل الكتاب من اللّه العزيز الحكيم غافر الذنب و قابل التوب شديد العقاب ذى الطول لا اله الا اللّه هو اليه المصير قام النبي صلى اللّه عليه و اله و سلم بالمسجد و الوليد بن مغيرة قريب منه يسمع قرأته فلما فطن النبي صلى اللّه عليه و سلم لاستماعه قرأته أعاد قراءة الاية فانطلق الوليد حتى اتى مجلس قومه بنى مخذوم فقال و اللّه لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الانس و لا هو من كلام الجن ان له لحلاوة و ان عليه لعلاوة و ان أعلاه لمثمر و ان أسفله لمعذق و ان يعلو و لا يعلى ثم انصرف الى منزله فقالت قريش صبا و اللّه الوليد و اللّه ليصبان قريش كلهم و كان يقال للوليد ريحانة قريش فقال ابو جهل انا أكفيكموه فانطلق فقعد الى جنبه حزينا فقال مالى أراك حزينا يا ابن أخي فقال ما يمنعنى ان لا احزن و هذه قريش يجمعون لك بقية يعنونك على كبر سنك و يزعمون انك زينت كلام محمد و تدخل على ابن كثير و ابن ابى قحافة ليتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال الم يعلم قريش ان من أكثرهم مالا و ولدا و هل شبع محمد و أصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ثم قام مع ابى جهل حتى اتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون ان محمدا مجنون فهل رايتموه ينطق قط قالوا اللّهم لا قال تزعمون انه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن قالوا اللّهم لا قال تزعمون انه شاعر فهل رأيتموه ينطق يشعر قالوا اللّهم لا قال تزعمون انه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب قالوا اللّهم لا و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسمى الامين قبل النبوة من صدقه و قالت قريش للوليد فما هو فتفكر فى نفسه ثم نظر و عبس فقال ما هو الا ساحر من رايتموه تفرق بين الرجل و اهله و ولده و مواليه فهو ساحر بقوله سحر يوثر

و اخرج الحاكم و صححه عن ابن عباس نحوه و قال فحينئذ نزلت.

﴿ ١٠