٥

فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً ادغم ابو عمرو الخلاد التاء فى الذال و اظهر الجمهور قال مقاتل معنى الملائكة التي أرسلت بالمعروف من امر اللّه و نهيه و هى رواية عن مسروق عن ابن مسعود فعرفا حينئذ مفعول له و يحتمل ان يكون عرفا حالا بمعنى متتابعات من عرف الفرس يعنى أرسلت للاحكام متتابعات فغصفن الى عصر من عصف الرياح فى امتثال ما أمروا به و نشرن الشرائع فى الأرض بنشر الكتب و انزالها و نشرن ان احين النفوس الموتى بالجهل بما اوتين من العلم ففرقن بين الحق و الباطل فالقينا الى الأنبياء ذكرا اى وحيا او اليقين فى قلوب المؤمنين ذكر اللّه سبحانه

و قال مجاهد و قتادة هى الرياح المرسلات أرسلت متتابعة و قيل عرفا كثير العاصفات شديدة الهبوب عصفا الناشرات السحاب فى الجو نشر الفارقات بين السحاب بالقصر فرقا او فارقات السحاب بعد المطر فالملقيات ذكر اى تستبين لذلك فان العاقل إذا شاهد هبوبها و اثارها ذكر اللّه تعالى و كمال قدرته و شكره على نعمة المطر بعد ما قنطوا و يحتمل ان يكون المراد به آيات القران المرسلات الى محمد صلى اللّه عليه و سلم بكل عرف اى معروف فعصفن الاكتاب و الأديان بالنسخ و نشرن اثارى الهدى و الاحكام فى الشرق و الغرب و فرقن بين الحق و الباطل فايقين ذكر اللّه بين العالمين او المراد بها نفوس الأنبياء المرسلات الى الخلق للّهداية و الإرشاد و تبليغ الاحكام فغصفن و اسرعن و امتثال الأوامر و الانتهاء عن المناهي و نشرن الهداية و فرقن بين الحق و الباطل فالقين ذكر اللّه تعالى فى قلوب الامة و ألسنتهم.

﴿ ٥