|
٧ كَلَّا ردع عن التطفيف و تم الكلام و قال الحسن كلا ابتداء يتصل بما بعده بمعنى حقا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ يعنى صحف أعمالهم التي كتبتها الحفظة الكرام و المراد بالفجار الكفار لَفِي سِجِّينٍ مشتق من السجن بمعنى الحبس فى القاموس السجين كالسكين الحبس الدائم الشديد قال الأخفش فعيل من السجن كما يقال فسيق و شريب معناه لفى حبس شديد و قال عكرمة لفى سجين اى فى خساء و ضلال لما كان كتاب الفجار اى ما فى الكتاب من الأعمال موجبا لكونهم فى الحبس و الخساء و الضلال أسند ذلك الى الكفار مجازا و الظاهر من الأحاديث و الآثار ان السجين اسم موضع فى كتاب الفجار كذا فى القاموس و كون الكتاب فى ذلك الموضع بان يوضع صحف أعمالهم هناك او يكتب هناك كتاب جامع الصحف اعمال الفجار من الثقلين و وجه تسمية ذلك الموضع بالسجين ان هناك يحبس أرواح الكفار أجمعين و ذلك الموضع هو الأرض السابعة او تحت الأرض السابعة اخرج ابن مندة و الطبراني و ابو الشيخ عن حمزة بن حبيب مرسلا قال سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن أرواح المؤمنين فقال فى طير خضر تسرح فى الجنة حيث شاءت قالوا يا رسول اللّه و أرواح الكفار قال محبوسة فى سجين و روى ابن المبارك و الحكيم الترمذي و ابن ابى الدنيا و ابن مندة عن سعيد بن المسيب عن سلمان قال نفس الكافر فى سجين قال البغوي قال عبد اللّه بن عمر و قتادة و مجاهد و الضحاك سجين هى الأرض السابعة السفلى فيها أرواح الكفار و قلت كذا اخرج ابن ابى الدنيا عن عبد اللّه بن عمر روى البغوي بسنده عن البراء قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سجين أسفل سبع ارضين و علّيون فى السماء السابعة تحت العرش و قد ورد فى حديث طويل عن البراء بن عازب مرفوعا فى ذكر موت المؤمنين و موت الكفار فذكر فى الكفار انه لا يفتح لهم أبواب السماء فيقول اللّه عز و جل اكتبوا كتابه فى سجين فى الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا الحديث اخرج احمد و غيره و ذكر البغوي قول شبرمة بن عطاء جاء ابن عباس الى كعب الأحبار فقال أخبرني عن قول اللّه عز و جل ان كتب الفجار لفى سجين فقال ان روح الفاجر يصعد بها الى السماء فتابى السماء ان تقبلها ثم تهبط بها الى الأرض فتابى الأرض ان تقبلها فتدخل تحت سبع ارضين حتى ينتهى بها الى سجين و هى موضع جند إبليس فيخرج لها من سجين من تحت جند إبليس رق فيرقم و يختم و يوضع تحت جند إبليس لمعرفتها الهلاك بحساب يوم القيمة و قال الكلبي هى صخرة تحت الأرض السابعة السفلى خضراء خضرة السماء منها يجعل كتاب الفجار تحتها و روى عن ابن نجيح عن مجاهد قال سجين صخرة تحت الأرض السفلى تقلب فيجعل كتاب الفجار فيها و قال البغوي جاء فى الحديث الفلق جب فى جهنم مغطى و السجين جب فى جهنم مفتوح قلت و يمكن الجمع بينهما اعنى بين كون السجين تحت الأرض السابعة و كونه فى جهنم ان جهنم تحت الأرض السابعة السفلى اخرج ابو الشيخ فى العظمة و البيهقي من طريق ابى الزعراء عن عبد اللّه قال الجنة فى السماء السابعة و النار فى الأرض السابعة السفلى و اخرج البيهقي فى الدلائل عن عبد اللّه بن سلام الجنة فى السماء و النار فى الأرض و اخرج ابن جرير فى تفسيره عن معاذ قال سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من اين يجاء بجهنم يوم القيمة قال لجاء بها من الأرض السابعة بها الف زمام لكل زمام سبعون الف ملك فاذا كانت من العباد على مسيرة الف سنة زفرت زفرة فلا يبقى ملك مقرب و لا نبى مرسل إلا جثا على ركبتيه يقول رب نفسى نفسى. |
﴿ ٧ ﴾