٤

قُتِلَ اى لعن لكن هذا القول ضعيف لشذوذ جواب القسم بدون اللام و الاولى ان يقال جواب القسم محذوف يدل عليه ما بعده يعنى اقسم ان كفار قريش ملعونون كما قيل و قال أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ عن صهيب ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال كان ملك باليمن فيمن كان قبلكم و كان له ساحر فلما كبر الساحر قال للملك انى قد كبرت فابعث الى غلاما اعلمه السحر فبعث اللّه غلاما يعلمه و كان فى طريقه راهب إذا سلك اليه و سمع كلامه فاعجبه فكان إذا اتى الساحر مر بالراهب فقعد اليه فاذا اتى الساحر ضربه و إذا رجع من عند الساحر فقعد الى الراهب و سمع كلامه فاذا اتى اهله ضربوه فشكى الى الراهب فقال إذا خشيت الساحر فقل حبسنى أهلي فاذا خشيت أهلك فقل حبسنى الساحر فبينما هو كذلك إذ اتى عليه دابة عظيمة قد حبست الناس فقال اليوم اعلم ان الراهب أفضل أم الساحر فاخذ حجرا فقال اللّهم ان كان امر الراهب أحب إليك من امر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضى الناس فرماها فقتلها فمضى الناس فاتى الراهب فأخبره فقال الراهب اى بنى أنت اليوم أفضل منى قد بلغ من أمرك ما ترى و انك ستبتلى فان ابتليت فلا تدل على فكان الغلام يبرء الأكمه و الأبرص و يداوى الناس لسائر الأدواء فسمع جليس للملك و كان قد عمى فاتاه بهدايا كثيرة فقال انها لك ان أنت شفيتنى قال لا أشفي أحدا انما يشفى اللّه فان امنت باللّه دعوت اللّه فشفاك فامن باللّه فشفاه اللّه فأتى الملك فجلس اليه كما كان يجلس فقال له الملك و من رد عليك بصرك قال ربى قال و لك رب غيرى قال ربى و ربك اللّه فاخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فجيئ بالغلام فقال له الملك اى بنى قد بلغ من سحرك ما يبرء الأكمه و الأبرص و تفعل ما تفعل قال انى لا أشفي أحدا انما يشفى اللّه فاخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجئ بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدعى و وضع المنشار فى مفرق راسه حتى وقع شقاه ثم جئ بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فابى فدفعه الى نفر من أصحابه فقال اذهبوا الى جبل كذا و كذا فاصعدوا به فاذا بلغتم ذروته فان رجع عن دينه و الا فاطرحوا فذهبوا به الجبل فقال اللّهم اكفينهم بما شئت فرجعت بهم الجيل فسقطوا فجاء يمشى الى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك فقال كفانيهم اللّه فدفعه الى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به فاحملوه فى قرقور فتوسطوا به البحر فان رجع عن دينه و الا فاقذفوه فذهبوا به فقال اللّهم اكفينهم بما شئت فانكفات بهم السفينة فغرقوا و جاء يمشى الى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك قال كفانيهم اللّه فقال للملك لست بقاتلي حتى تفعل ما أمرك قال و ما هو قال تجمع الناس فى صعيد واحد و تصلبنى على جذع ثم خذ سهما من كنانتى ثم ضع السهم فى كبد القوس و قل بسم اللّه رب الغلام ثم ارمنى فانك إذ فعلت ذلك قتلتنى فجمع الناس فى صعيد واحد و صلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم فى كبد قوسه ثم قال بسم اللّه رب الغلام ثم رماه فوقع السهم فى صدغه فمات فقال الناس أمنا برب الغلام ثلثا فاتى الملك فقيل له رايت بما كنت تحذر قد نزل بك حذرك قد أمن الناس فامر بالأخدود بأفواه السكك فخدت و اضرم النيران و قال من لم يرجع عن دينه فاقحموه فيها او قيل لاقتحم قال فافعلوا حتى جاءت امرأة معها صبى لها فتقاعست ان تقع فيها فقال لها الغلام يا أماه اصبري فانك على الحق رواه مسلم فى صحيحه و روى عطاء عن ابن عباس نحو هذه القصة و ذكر انه كان بنجران ملك من ملوك حمير يقال له يوسف ذو نواس بن شرحبيل فى الفترة قبل مولد النبي صلى اللّه عليه و سلم بسبعين سنة و ذكر اسم الغلام عبد اللّه بن تامر و ذكر محمد بن اسحق عن وهب بن منبه القصة و ذكر انه احرق اثنى عشر الفا ثم غلب ارباط على اليمين فخرج ذو نواس هاربا فاقتحم البحر بفرسه فغرق فقال الكلبي ذو نواس قتل عبد اللّه بن تامر و قال محمد بن عبد اللّه بن ابى بكر ان جارية اختفرت فى زمن عمر بن الخطاب فوجد عبد اللّه بن تامر واضعا يده على ضربة فى راسه إذا بسطت يده عنها انبعث دما و إذا تركت ارتدت مكانها و فى يده خاتم من حديد فيه ربى اللّه فبلغ ذلك عمر فكتب ان العبد و الخاتم على اى على الذي وجدتم عليه و قد روى فى اصحاب الأخدود روايات اخر، لا يوازى رواية المسلم فى القوة فلا يلتفت إليها.

﴿ ٤