|
٣ ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى و قال البغوي قال يعنى جندب ان امرأة التي قالت ذلك أم جميل امرأة ابى لهب و اخرج الحاكم عن زيد بن أرقم قال مكث رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم أياما لا ينزل عليه الوحى فقالت أم جميل امرأة ابى لهب ما ارى صاحبك الا قد ودعك و قلاك فانزل اللّه و الضحى الآيات و اخرج سعيد بن منصور و غيره عن جندب قال ابطأ جبرئيل على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال المشركون قد ودع محمد فنزلت و اخرج ابن جرير عن عبد اللّه بن شداد ان خديجة قالت للنبى صلى اللّه عليه و سلم ما ارى ربك الا قد قلاك مما ترى من جزعك فنزلت و كلاهما مرسل و رجالهما ثقات قال الحافظ ابن حجر و الذي يظهر ان كلا من أم جميل و خديجة قالت ذلك لكن أم جميل قالت شماتة و خديجة قالت توجعا و اخرج ابن شيبة و الطبراني بسنه فيه من لا يعرف عن حفص بن ميسرة القرشي عن امه عن أمها و كانت خادمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان جروا دخل بيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فدخل تحت السرير فمات فمكث النبي صلى اللّه عليه و سلم اربعة ايام لا ينزل عليه الوحى فقال يا خولة ما حدت فى بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جبرئيل لا يأتيني فقلت فى نفسى لو نقيات البيت و كنسة فاهويت بالكناسة تحت السرير فاخرجت الجر و فجاء النبي صلى اللّه عليه و سلم ترعد لحيته و كان إذا انزل عليه أخذته الرعد فانزل اللّه و الضحى الى قوله ترضى قال الحافظ ابن حجر قصة إبطاء جبرئيل بسبب الجر و مشهورة لكن كونها سبب نزول الاية غريب بل شاذ مردود كما فى الصحيح قال البغوي فى مدة احتباس الوحى عنه اختلاف فقال ابن جريج اثنى عشر يوما و قال مقاتل أربعون يوما فقال المشركون ان محمدا ودعه ربه و قلاه فانزل اللّه تعالى هذه السورة كذا اخرج ابن مردوية عن ابن عباس فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم يا جبرئيل ما جئت اشتقت إليك فقال جبرئيل انى كنت أشد شوقا إليك و لكنى عبد مامور بما انزل اللّه و ما نتنزل الا بامر ربك قوله تعالى و الضحى قبل أريد به النهار كله بدليل مقابلة الليل نظيره قوله تعالى ان يأتيهم بأسنا ضحى يعنى نهارا و قال قتادة و مقاتل يعنى وقت الضحى و هى الساعة التي فيها ارتفاع الشمس قيل خص ذلك الوقت لانها الساعة التي كلم فيها موسى عليه السلام و القى فيها السحرة سجدة و هى الساعة يعدل فيها النهار فى الحر و البرد فى الصيف و الشتاء و الليل إذا سجى الظرف اما متعلق بفعل القسم او بمضاف مقدر على الليل اى و حصول الليل إذا سجى او صفة الليل بتقدير المضاف و إذا بمعنى الوقت منسلخا عن معنى الظرفية بدل من الليل مقسم به قال الحسن اقبل بظلام و هى رواية العوفى عن ابن عباس و قال الوالبي إذا ذهب و قال عطاء و الضحاك غطى كل شى ء بالظلمة و قال مجاهد استوى و قال قتادة و ابن سكن استقر ظلامه فلا يزداد بعد ذلك او المراد سكن الناس فيه و الأصوات يقال ليل ساج و بحر ساج إذا كان ساكنا و تقديم الليل فى السورة السابقة باعتبار الأصل و تقديم الضحى هاهنا للشرف و جواب القسم قوله تعالى ما وَدَّعَكَ اى ما تركك و قطع عنك قطع مودع ربّك و ما قلى و ما أبغضك حذف الضمير المنصوب اكتفاء بما سبق اختصار او رعاية للفواصل اخرج الطبراني فى الأوسط بإسناد حسن عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عرض على ما هو مفتوح لامتى بعدي فسرنى فانزل اللّه تعالى. |
﴿ ٣ ﴾