٥

وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى حذف المفعول الثاني ليعطيك ليدل على العموم و الشمول اى يعطيك عطاء جزيلا من النصر و التمكين و كثرة المؤمنين و شيوع دينك فى الأرضين فى الدنيا و من الشفاعة و كثرة الثواب و غير ذلك لا يخفى و ما لا يعلمه الا اللّه تعالى فى الاخرة و أفضل العطيات روية اللّه سبحانه على حسب كمال النبي صلى اللّه عليه و سلم و أعلى درجات القرب قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اذن لا ارضى و واحد من أمتي فى النار و عن على ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال اشفع لامتى حتى ينادى ربى أ رضيت يا محمد فاقول اى ربى رضيت و قال عطا عن ابن عباس المراد يعطيك ربك الشفاعة فى أمتك حتى ترضى و هو قول على و الحسن عليهما السلام و عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص ان النبي صلى اللّه عليه و سلم قال اللّهم أمتي أمتي و بكى فقال اللّه يا جبرئيل اذهب الى محمد فقل انا سنرضيك فى أمتك و لا تسؤك به رواه مسلم و روى حرب بن شريح سمعت أبا جعفر محمد بن على يقول انكم معشر اهل العراق تقولون أرجى اية فى القران يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه و انا اهل البيت نقول أرجى اية فى كتب اللّه و لسوف يعطيك ربك فترضى و اللام قيل للابتداء دخل على الخبر بعد حذف المبتدا و التقدير و لانت سوف يعطيك لا للقسم فانها لا تدخل على المضارع الا مع النون المؤكدة و جمعها مع سوف للدلالة على ان اللام لام القسم لا لاما لابتداء و قد علم انها ليس للابتداء لدخولها على سوف و لام الابتداء لا تدخل على سوف ثم عد اللّه سبحانه ما أنعم عليه من أول حاله ليقيس ما يترقب من فضل اللّه على ما سلف منه فقال.

﴿ ٥