|
٥ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ الذي أنت فيه يُسْراً عظيما فان تنكيره للتعظيم و هذه الجملة واقع موقع التعليل المحذوف تقديره لا تحزن على ما أصابك من العسر فان مع العسر يسرا انّ مع العسر يسرا قيل التنكير لتاكيد الوعد و تعظيم الرجاء و الصحيح انه استيناف وعده بان العسر مشفوع ميسر اخر لما روى عبد الرزاق فى تفسيره و الحاكم فى المستدرك و البيهقي فى شعب الايمان مرسلا انه لما نزلت هذه الاية قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم ابشروا قد جاءكم اليسر انه لن يغلب عسر يسرين و رواه ابن مردويه بإسناد ضعيف عن جابر و له شاهد موقوف على عمر رواه مالك فى الموطإ و الحاكم و قال هذا أصح طرقه و قال البغوي قال ابن مسعود لو كان العسر فى حجر لطلبه اليسر حتى يدخله انه لن يغلب عسر يسرين قال اهل العربية ان الكلمة إذا أعيد معرفة فالثانية عين الاولى سواء كانت اولى معرفة او نكرة لان الأصل فى اللام العهد و إذا أعيدت نكرة فالثانية غير الاولى سواء كانت اولى معرفة او نكرة لان حمل الكلام على التأسيس اولى من حمله على التكرير و التأكيد قال فى تنقيح الأصول ان أقر بألف مقيدا بصك مرتين يجب الالف و ان أقربه منكرا يجب الفان عند ابى حنيفة رحمة اللّه تعالى الا ان يتحد المجلس قلت معنى إذا قامت القرينة ان المراد بالثاني هو الاول فان قيل هذا قول مدخول فيه فانه إذا قال الرجل ان مع الفارس سيفا ان مع الفارس سيفا لا يوجب ان يكون الفارس واحدا و السيف اثنان قلنا نعم إذا قامت القرينة ان الثانية هى الاولى يحمل على الاتحاد و مثال الفارس و السيف من هذا القبيل و اما الاية فانه تصلح التأويلين لكن ما فسر به النبي صلى اللّه عليه و سلم و الصحابة رضى اللّه تعالى عنهم هو التأويل الصحيح و قال البغوي ما حاصله ان المراد بالآية ان مع العسر الواحد يسران لكن لا لتكرير النكرة بل لاجل ان قوله تعالى مع العسر يسرا متصل بما سبق ليليه و وعده النبي صلى اللّه عليه و سلم خاصة باليسر و الغنى فى الدنيا عاجلا بعد الفقر الذي كان فيه ثم أنجز ما وعد و فتح عليه القرى و وسع ذات يده حتى كان يعطى المائتن من الإبل و يهب الهبات المسنية و قوله. |
﴿ ٥ ﴾