|
٦ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ط كلام مبتداء يدل عليه بقرينة عن الفاء و الواو و هذا وعد لجميع المؤمنين و مجازة ان مع العسر فى الدنيا للمومنين يسر فى الاخرة فصار للنبى صلى اللّه عليه و سلم مع عسر واحد يسران يسر فى الدين و يسر فى الاخرة و قوله لن يغلب عسر يسرين فانه و ان غلب يسرا واحدا و هو اليسر فى الدنيا فلن يغلب يسر الاخرة البتة و هو قوى أبدى قال البغوي رحمة اللّه تعالى جعل اللام فى العسر للعهد و فى الثاني للجنس و اللّه تعالى اعلم فبعض المفسرين قالوا المراد بالعسر الفقر و الشدة و البلاء من المشركين الذين كان النبي صلى اللّه عليه و اله و سلم فيه و اشتكى منه الى ربه و المراد باليسر الاول زوال تلك الحالة بنصر اللّه تعالى و الغنى بعد الفقر و قال البيضاوي المراد بالعسر ضيق الصدر و الوزر المنقض للظهر و ضلال القوم و إيذائهم و باليسر الاول شرح الصدر و وضع الوزر و التوفيق للاهتداء و الطاعة و اما اليسر الثاني فالمراد به عند كلهم ثواب الاخرة قالوا معنى الكلام ان بعد العسر يسرا و انما أورد مع موضع بعد مبالغة فى معاقبة اليسر للعسر و اتصاله به اتصال المتقاربين و عندى المراد بالعسر التوجه الى الخلق فى مقام النزول الموجب للحزن و الغم و المراد باليسر الاول التوجه الى الخالق فى عين مقام النزول فان الصوفي فى تلك الحالة و ان كان فى بادى النظر معرضا من اللّه تعالى متوجها الى الخلق لكنه فى الحقيقة ليس بمعرض عنه تعالى بل مقبل اليه ايضا و اتسع صدره للتوجهين جميعا بل التوجه الى الخلق لما كان بإذن اللّه و على حسب امره و مرضاته فهو ايضا فى الحقيقة توجه الى اللّه سبحانه و من ثم سمى هذا اليسر السير من اللّه باللّه فعلى هذا كلمة مع فى قوله تعالى فان مع العسر يسرا بمعناه الحقيقي بمعنى المقارنة و اما كلمة مع فى الجملة الثانية فلا شك انه على المجاز كما قالوا او معنى الكلام على هذا التأويل لا تحزن فان مع العسر و التوجه الى الخلق الموجب لحزنك يسرا و توجها الى الخالق ليست بهجوب عنه الاخرة و خلوص التوجه الى اللّه تعالى فى الاخرة من غير شائبة حجاب و غيبة. |
﴿ ٦ ﴾