٤

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ اى الجنس فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ تفعيل من القيام و القوام قال فى الصحاح القيام و القوام اسم لما يقوم به الشي ء اى تثبت قلت و هو ما يتحقق به الشي ء يعنى احسن حقيقته و ماهيته و ذلك لاستجماعه ما فى عالم الكبير من لطائف عالم الأمر و عناصر عالم الخلق و النفس الناطقة المنشاة عن العناصر و لذلك الاستجماع يظهر فيه خصائص الكائنات كلها من الصفات الملكية و السبعية و البهيمية و الشيطانية و يتصف بالصفات الكاملة المنعكسة من الصفات الالهية من الحيوة و العلم و القدرة و الارادة و السمع و البصر و الكلام و المجنة التي سميت بناء العشق يتزين بنور العقل و يستعد للتجليات الظلية و الصفاتية و الذاتية و من ثم اعطى خلعة الخلافة انى جاعل فى الأرض خليفة و قيل معنى احسن تقويم اى احسن صورة فان التقويم مصدر بمعنى التعديل فى القاموس قومته عدلته فهو قويم و مستقيم و المصدر هاهنا بمعنى المفعول او بمعنى الفعيل اى احسن صورة و معدل قويم و ذلك لان كل حيوان خلق مكبا على وجهه الا الإنسان خلق مستقيم القامة بادى البشرة يتناول ماكوله بيده.

﴿ ٤