٤

وَ ما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ فى الايمان بالنبي صلى اللّه عليه و سلم و كفرهم به إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ما مصدرية و الاستثناء مفرغ منصوب المحل على الظرفية متعلق بتفرق اى ما تفرقوا فى امر النبي صلى اللّه عليه و سلم فى وقت من الأوقات الا بعد مجيئه و كانوا قبل ذلك مجتمعين على تصديقه منتظرين لمجيئه يَسْتَفْتِحُونَ به عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ حسدا و عنادا و جملة ما تفرق عطف على لم يكن و الحاصل ان اهل الكتاب و ان كان بعضهم ملحدا فى صفات اللّه و نسبة الولد اليه لكنهم كانوا مجتمعين فى امر النبي صلى اللّه عليه و سلم لوضوح بيان امره فى كتبهم و لما كان صفة اجتماعهم على تصديق النبي صلى اللّه عليه و سلم مختصا باهل الكتاب دون المشركين أفرد فى هذه الاية ذكرهم لاظهار زيادة شتاعة من بقي منهم على الكفر و الاية الاولى لبيان حال المؤمنين من اهل الكتاب و من المشركين و الاية الثانية لبيان من بقي على الكفر من اهل الكتاب

قال البغوي و قال بعض ائمة اللغة معنى قوله منفكين هالكين من قولهم انفك صدر المرأة عند الولادة و هو ان ينفصل فلا يلتئم حتى تهلك و معنى الاية لم يكونوا هالكين معذبين الا بعد قيام الحجة عليهم من إرسال الرسول و إنزال الكتاب نظيره قوله تعالى و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا.

﴿ ٤