٥

وَ ما أُمِرُوا يعنى هؤلاء الكفار كلهم إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللّه قيل اللام زايدة و الفعل منصوب بان مقدرة حذفت ان و زيدت اللام و الجملة فى محل النصب على انه مفعول به لامروا اى ما أمروا الا بان يعبدوا اللّه و قيل المفعول به محذوف و اللام لام كى و الجملة فى محل النصب على العلية و المعنى ما أمروا بما أمروا به بشئ الا ليعبدوا و الحاصل انهم ما أمروا على لسان محمد صلى اللّه عليه و سلم الا بشئ حسن ذاته تدل الادلة العقلية على حسنه و قد أمروا بذلك فيما سبق من الكتب المنزلة فعجبا من المنكرين كيف أنكروا و كيف يفرقوا فيه مُخْلِصِينَ حال من فاعل يعبدوا لَهُ اى للّه الدِّينَ اى الاعتقاد عن الشرك بغيره حُنَفاءَ حال مرادف او متداخل لمخلصين اى مائلين عن الأديان الباطلة كلها قال ابن عباس معناه و ما أمروا فى التورية و الإنجيل الا بإخلاص العبادة للّه موحدين وَ يُقِيمُوا عطف على يعبدوا الصَّلاةَ المكتوبة فى أوقاتها وَ يُؤْتُوا الزَّكاةَ عند محلها وَ ذلِكَ الذي أمروا به على لسان محمد صلى اللّه عليه و سلم دِينُ الْقَيِّمَةِ ط اى الامة القائمة الراسخة على الحق من الأنبياء و الماضيين و اتباعهم الصالحين

قال البغوي قال النضر بن شميل سالت الخليل بن احمد عن قوله تعالى ذلك دين القيمة فقال القيمة و القيم و القائم واحد مجازا الاية و ذلك دين القيمة للّه بالتوحيد او المعنى و ذلك دين الكتب القيمة التي لا عوج فيها التي جرى ذكرها فى ضمن الذين أوتوا الكتاب و قيل معناه ذلك طريق الملة و الشريعة القيمة المستقيمة

قال البغوي أضاف الدين الى القيمة و هى لغة لاختلاف اللفظين و أنت القيمة بتأويلها الى الملة و لما ورد ذكر المؤمنين و الكافرين استأنف اللّه سبحانه بالوعد و الوعيد للفريقين فقال.

﴿ ٥