٨ جَزاؤُهُمْ مبتداء عِنْدَ رَبِّهِمْ ظرف لجزاءهم جَنَّاتُ عَدْنٍ اى اقامة خبر لجزائهم تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اى من تحت قصورها و أشجارها الْأَنْهارُ فاعل تجرى على المجاز و الجملة صفة لجنات خالِدِينَ فِيها فى جنات حال منهم فى جزاءهم أَبَداً ط ظرف لخالدين قال البيضاوي فيه مبالغات تقديم المدح و ذكر الجزاء المؤذن بان ما منحوا فى مقابلة ما وصفوا به و الحكم عليه بأنه من عند ربهم و جمع جنات و تقيدها اضافة و وصفها بما يزداد بها نعيما و تأكيد الخلود بالتابيد رَضِيَ اللّه عَنْهُمْ هذا نعمة زاد من الجنات و ما فيها فضل اللّه عن ابى سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان اللّه يقول لاهل الجنة يا اهل الجنة فيقولون لبيك ربنا و سعديك و الخير كله فى يديك فيقول هل رضيتم فيقولون و ما لنا لا نرضى يا رب و قد أعطيتنا ما لم يعط أحد من خلقك فيقول الا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا رب اى شى ء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضوانى فلا أسخط عليكم بعده ابدا متفق عليه قلت لعل المراد من قوله ما لم يعط أحد من خلقك ما لم يعط الملائكة و الا فليس غير اهل الجنة الا اهل النار و لا يجوز القول بالتفضيل عليهم وَ رَضُوا عَنْهُ ط قال البغوي قيل الرضاء ينقسم قسمين رضى اللّه به و رضى عنه رضى به ربا و مدبرا و رضى عنه فيها يقضى و يقدر قلت و الرضى عنه على اقسام قسم منه معناه ترك الاعتراض عليه و الاعتقاد بان كل ما فعل هو الحسن فى نفس الأمر و ان خفى علينا وجه حسنه و هذا القسم من الرضا واجب على العباد فى كل ما قضى اللّه عليه من مرغوب و مكروه عنده غير انه ان صدر عنه المعصية او عن غيره لا يرضى عن الكفر و المعصية من حيث صدوره عن العبد و كسبه فان صدور الكفر و المعصية عن العبد و كسبه به غير مرضى اللّه و ان كان صادرا بارادة اللّه و خلقه و مناط التكليف فى وجوب هذا القسم من الرضاء العقل و الاستدلال فان العاقل إذ لاحظ ان اللّه تعالى مالك للاشياء كلها و المالك يتصرف فى ملكه كيف يشاء و الاعتراض انما يتوجه على من يتصرف فى ملك غيره بغير اذنه و لاحظ انه تعالى حكيم لا يفعل الأعلى ما اقتضاه الحكمة رضى اللّه به و ان اختلج شى ء فى صدره فذلك لاجل نقصان فى عقله و دينه و بقية كفر فى نفسه الامارة بالسوء و الى هذا القسم من الرضاء أشار السرى السقطي رضى اللّه عنه إذا كنت لا ترضى عن اللّه فكيف تساله الرضى عنك و قسم منه معناه كون مقتضيات اللّه محبوبا له مرغوبا عنده و ان كان على خلاف هواه و منشأه العشق و المحبة باللّه سبحانه فان فعل المحبوب و مراده أحب عند المحب من مراد نفسه و من هاهنا قال الشاعر فان فرحت بهجرى رضيت بالضروري و قسم منه معناه بلوغ المراد أقصى ما يتمناه و يشتهيه و هو المراد هاهنا و من قوله تعالى وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اذن لا ارضى و واحد من أمتي فى النار و قد مر فى سورة و الضحى ذلك المذكور من الجزاء و الرضوان لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ع فان الخشية ملاك الأمر و الباعث على كل خير و الناهي عن كل معصية و شر و جملة ذلك لمن خشى ربه فى مقام التعليل بقوله تعالى جزاءهم عن انس بن مالك قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم لابى ان اللّه أمرني ان اقرأ عليك القران و فى رواية ان اقرء عليك لم يكن الذين كفروا قال أ اللّه سمانى لك قال نعم قال و قد ذكرت عند رب العالمين قال نعم قذرفت عينه متفق عليه قلت و ما ذكر فى الحديث من حال ابى هواية عشاق- و اللّه تعالى اعلم. |
﴿ ٨ ﴾