٧

فَمَنْ يَعْمَلْ الى اخر السورة تفصيل ليروا

و اخرج ابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير انه لما نزلت و يطعمون الطعام على حبه كان المسلمون يرون انهم يوجرون على الشي ء القليل إذا اعطوا و كان آخرون يرون انهم لا يلامون على الذنبا ليسير الكذبة و النظرة و أشباه ذلك و انما وعد اللّه على الكبائر فانزل اللّه تعالى فمن يعمل مِثْقالَ ذَرَّةٍ الاية اى وزن نملة صغيرة او أصغر من نملة خَيْراً تميز المثقال ذرة يَرَهُ ط قرا هشام بإسكان الهاء فى الموضعين و الباقون بالإشباع فيهما اى يرى جزاءه قال مقاتل يرغبهم فى القليل من الخير ان يعطوه فانه يوشك ان يكبر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب و لا يقبل اللّه الا الطيب فان اللّه يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربى أحدكم فلوة حتى تكون مثل الجبل متفق عليه و عن ابى ذر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا تحقرن من المعروف شيئا و لو ان تلقى أخاك بوجه طليق رواه مسلم و هذا الاية حجة لاهل السنة على المعتزلة ان المؤمن و ان كان مرتكبا للكبائر لا يخلد فى النار بل يصير عاقبته الى الجنة فان اللّه وعد بايفاء الجزاء على مثقال ذرة من الخير و الخلف عن وعد اللّه محال و الايمان نفسه راس الخيرات و أساس العبادات كلها فكيف يتلاشى بارتكاب المعاصي و محل روية الجزاء انما هو الجنة فالمؤمن و ان كان فاسقا و مات من غير توبة يصير لا محالة الى الجنة و عليه انعقد الإجماع و به تواترت الروايات عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخرج من النار من قالها و فى قلبه وزن ذرة من خير و من ايمان متفق عليه من حديث انس و عند مسلم عن عثمان بلفظ من مات و هو يعلم ان لا اله الا اللّه دخل الجنة و عنده عن جابر بلفظ من مات يشرك باللّه دخل النار و من مات لا يشرك باللّه دخل الجنة و عنده عن عبادة بن الصامت بلفظ من شهد ان لا اله الا اللّه و ان محمدا رسول اللّه حرم اللّه عليه النار و كذا عن انس و عن عتبان بن مالك فى الصحيحين و عن عمر عند الحاكم و عن معاذ عند مسلم و عنده عن ابن مسعود بلفظ لا يدخل النار أحد فى قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان يعنى حرم اللّه عليه النار المؤبد و لا يدخل نارا مقدر الخلود فيه و عن ابى ذر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم ما من عبد قال لا اله الا اللّه ثم مات على ذلك دخل الجنة قلت و ان زنى و ان سرق قال و ان زنى و ان سرق قلت و ان زنى و ان سرق قال و ان زنى و ان سرق قلت و ان زنى و ان سرق قال و ان زنى و ان سرق على رغم انف ابى ذر متفق عليه و عند احمد و البزاز و الطبراني مثله قال السيوطي الأحاديث فى ذلك كثيرة زائدة على التواتر

فان قيل هذه الاية يشتمل من عمل صالحا كانفاق و صلة الرحم و نحو ذلك من الكفار مع دلالة النصوص و الإجماع على خلودهم فى النار

قلنا الاية لا يشملهم لان شرط إتيان الحسنات الايمان باللّه و اخلاص العمل له تعالى قال عليه الصلاة و السلام انما الأعمال بالنيات فاذا فات منهم شرط فات المشروط فمثل حسناتهم كمثل صلوة بلا وضوء فانها ليست بصلوة حقيقة بل يعد استهزاء و معصية و من ثم قال العلماء انه من نذر بالصلوة او بالصوم او بالاعتكاف فى حالة الكفر ثم اسلم لا يجب عليه الوفاء لان الصلاة و الصوم و الاعتكاف من الكافر ليس للّه خالصا فهى كفر و معصية ليس من الطاعة فى شى ء و لا نذر بالمعصية و أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَ وَجَدَ اللّه عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَ اللّه سَرِيعُ الْحِسابِ.

﴿ ٧