|
٨ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ع اى يرى جزاءه ان لم يتداركه المغفرة و الدليل على هذا التقييد الآيات و الأحاديث الدالة على جواز مغفرة المعاصي من غير توبة قال اللّه تعالى ان اللّه لا يغفر ان يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء و قال اللّه تعالى يغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء و قال من يقنط من رحمة ربه الا الضالون و قال لا تقنطوا من رحمة اللّه و نحو ذلك و عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و الذي نفسى بيده ليغفر اللّه يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس و جاء ان يصيبه رواه البيهقي و فى الباب أحاديث كثيرة بالغة حد التواتر و هذه الاية حجة لاهل السنة على المرجئة فى قولهم ان اللّه لا يعذب المؤمن و ان كان فاسقا و ان المؤمن لا يضره سيئة كما ان الكافر لا ينفعه حسنة و قد ورد فى تعذيب المؤمنين على الصغائر و الكبائر آيات و أحاديث كثيرة لا يحصى يطول الكلام بذكرها فثبت ان الحق ما قال اهل السنة ان اللّه سبحانه ان شاء يعذب على صغيرة عدلا و ان شاء يغفر الكبائر فضلا قال مقاتل الإثم الصغير فى عين صاحبه أعظم من الجبال يوم القيامة عن سعيد بن حبان قال لما فرغ النبي صلى اللّه عليه و اله و سلم من حنين نزلنا قفرا من الأرض ليس فيها شى ء فقال النبي صلى اللّه عليه و اله و سلم اجمعوا من وجد شيئا فليات به قال فما كان الا ساعة حتى اجمعوا ركابا فقال النبي صلى اللّه عليه و اله و سلم أ ترون هذا فكذلك تجمع الذنوب على الرجل منكم كما جمعتم هذا فليتق اللّه عز و جل فلا يذنب صغيرة و لا كبيرة فانها محصاة عليه رواه الطبراني و عن عائشة ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم قال يا عائشة إياك و محقرات الذنوب فان لها من اللّه طالبا رواه النسائي و ابن ماجة و صححه ابن حبان و عن انس انكم لتعملون أعمالا هى أدق فى أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الموبقات رواه البخاري و لاحمد مثله من حديث ابى سعيد بسند صحيح قال ابن مسعود احكم اية فى كتاب اللّه فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ و ورد فى الحديث الطويل عن انس عند مسلم ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سمى هذه الاية الفاذة الجامعة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره و قال الربيع بن حيثم مر رجل بالحسن و هو يقرأ هذه السورة فلما بلغ آخرها قال حسبى قد انتهيت الموعظة عن عبد اللّه بن عمرو قال اتى رجل النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال أقرأني يا رسول اللّه قال اقرأ ثلثا من ذوات الرا قال كبر سنى و اشتد قلبى و غلظ لسانى قال فاقرأ ثلثا من ذوات حم فقال مثل مقاله فقال الرجل يا رسول اللّه أقرأني سورة الجامعة فاقرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم إذا زلزلت الأرض حتى فرغ منها فقال الرجل و الذي بعثك بالحق لا أزيد عليه ابدا ثم أدبر الرجل فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم أفلح الرويجل مرتين رواه احمد و ابو داود و عن انس و ابن عباس قالا قال رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه و اله و سلم إذا زلزلت تعدل نصف القران و قل هو اللّه أحد يعدل ثلث القران و قل يايها الكافرون ربع القران رواه الترمذي و البغوي و فى رواية عند الترمذي و ابن ابى شيبة عن انس إذا زلزلت الأرض ربع القران قال الجزري كونها ربع القران لانها مشتملة على الحسنات و هو بالنسبة الى الحيوة و الموت و البعث و الحساب ربع و كونها نصف القران لان ها مشتملة على احوال الاخرة و احوال الاخرة بالنسبة الى احوال الدنيا و الاخرة نصف فهى ربع من وجه و نصف من وجه و روى من حديث على بسند ضعيف جدا قوله صلى اللّه عليه و اله و سلم من قرا إذا زلزلت اربع مرات كان كمن قرا القران كله- و اللّه تعالى اعلم. |
﴿ ٨ ﴾