٣ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ اى متلبسا بحمد ربك يعنى قل سبحان اللّه و بحمده متعجبا حامدا لما تيسر اللّه لك ما لم يخطر ببال أحد ان يفتح عنوة و قد منعها اللّه من اصحاب الفيل عن انس قال لما دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة استشرفه الناس فوضع راسه صلى اللّه عليه و سلم على رحله متخشعا رواه الحاكم بسند جيد و عن ابى هريرة نحوه بلفظ ليمس وسط رحله و يقرب منها تواضعا حتى راى من فتح اللّه و كثرة المسلمين ثم قال اللّهم ان العيش عيش الاخرة رواه ابو يعلى وَ اسْتَغْفِرْهُ تواضعا و هضما لنفسك و استغفارا لعملك و استدراكا لما فات منك الأفضل باختيار الفاضل شفقة على الامة او المعنى استغفر لامتك قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انى لاستغفر اللّه فى اليوم و الليلة سبعين مرة و فى رواية اكثر من سبعين مرة و فى رواية مائة مرة رواه البخاري و النسائي و ابن ماجة و الطبراني و ابو يعلى من حديث ابى هريرة و انس و شداد بن أوس و تقديم التسبيح ثم الحمد على الاستغفار على طريقه النزول من الخالق الى الخلق و هذا من سنة الدعاء و لا بد لغير النبي صلى اللّه عليه و سلم تقديم الصلاة على النبي صلى اللّه عليه و سلم ايضا على استغفار إِنَّهُ لم يزل كانَ تَوَّاباً للمستغفرين منذ خلق المكلفين روى الثعلبي ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما قرئها بكى عباس فقال عليه السلام ما يبكيك فقال نعيت نفسك إليك فقال انه لكما تقول قال البيضاوي وجه الاستدلال بالسورة على نعى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دلالتها على تمام الدعوة و كمال امر الدين كقوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم الاية او لان الأمر بالاستغفار تنبيه له على دنو الاجل و روى البخاري عن ابن عباس قال كان عمر يدخلنى مع أشياخ بدر فقال بعضهم لم يدخل هذا الفتى معنا و لنا أبناء مثله فقال انه ممن قد علمتم قال فدعاهم ذات يوم و دعانى معهم قال و ما رايته دعانى يومئذ الا ليريهم منى فقال ما تقول إذا جاء نصر اللّه و الفتح حتى ختم السورة فقال بعضهم أمرنا ان نحمد اللّه و نستغفره إذا نصرنا و فتح علينا و قال بعضهم لا ندرى و لم يقل بعضهم شيئا قال لى ابن عباس كذلك تقول قلت لا قال فما تقول قلت هو أجل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اعلمه اللّه إذا جاء نصر اللّه و الفتح فتح مكة فذاك علامة أجلك فسبح بحمد ربك و استغفره انه كان توابا قال عمر ما اعلم الا ما تعلم اخرج احمد عن ابن عباس قال لما نزلت إذا جاء نصر اللّه و الفتح قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نعت الى نفسى اخرج الترمذي من حديث انس إذا جاء نصر اللّه و الفتح ربع القران و روى البخاري عن عائشة قالت كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكثر فى ركوعه و سجوده سبحانك اللّهم و بحمدك اللّهم اغفر يتاول و روى مسلم عنها قالت كان يكثر من قول سبحان اللّه و بحمده استغفر اللّه و أتوب اليه قال أخبرني ربى الى سارى علامة فى أمتي فاذا رايتها اكثر من قول سبحان اللّه و بحمده استغفر اللّه و أتوب اليه رايتها إذا جاء نصر اللّه و الفتح فتح مكة و رايت الناس يدخلون فى دين اللّه أفواجا فسبح بحمد ربك و استغفره انه كان توابا قال الحسن اعلمه قد اقترب اجله فامر بالتسبيح و التوبة ليختم له بالزيادة فى العمل الصالح قال قتادة و مقاتل عاش النبي صلى اللّه عليه و سلم بعد نزول هذه السورة سنتين- و اللّه اعلم. |
﴿ ٣ ﴾