٧٨

وقوله : لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ ... (٧٨)

فالأمانىّ على وجهين فى المعنى ، ووجهين فى العربية فأما فى العربية فإنّ من العرب من يخفّف الياء فيقول : «إِلَّا أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ» ومنهم من يشدّد ، وهو أجود الوجهين.

وكذلك ما كان مثل أمنيّة ، ومثل أضحيّة ، وأغنيّة ، ففى جمعه وجهان : التخفيف والتشديد ، وإنما تشدّد لأنك تريد الأفاعيل ، فتكون مشدّدة لاجتماع الياء من جمع «٤» الفعل والياء الأصلية. وإن خفّفت «٥» حذفت ياء الجمع فخففت الياء الأصلية ، وهو كما يقال : القراقير «٦» والقراقر ، (فمن قال الأمانى بالتخفيف) «٧» فهو الذي يقول القراقر ، ومن شدّد الأمانى فهو الذي يقول القراقير. والأمنيّة فى المعنى التلاوة ، كقول اللّه عزّ وجلّ :

«إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ» «٨» أي فى تلاوته ، والأمانىّ أيضا أن يفتعل

(٤) فى أ: «جميع» يريد الحادثة فى صيغة الأفاعيل.

(٥) فى ج ، ش : «و إذا خففت ...».

(٦) قراقير وقراقر جمع قرقور بالضم وهى السفينة العظيمة الطويلة.

(٧) فى أ: «فمن خفف الأمانى».

(٨) آية ٥٢ سورة الحج.

الرجل الأحاديث المفتعلة قال بعض العرب لابن دأب «١» وهو يحدّث الناس «٢» : أهذا شىء رويته أم شىء تمنّيته؟ يريد افتعلته ، وكانت أحاديث يسمعونها من كبرائهم ليست من كتاب اللّه «٣». وهذا أبين الوجهين.

(١) ابن دأب : أبو الوليد عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب المدني ، كان يضع الشعر وأحاديث السمر وكلاما ينسب إلى العرب ، فسقط ، وذهبت روايته. وتوفى سنة ١٧١ ه.

(٢) زيادة فى أ.

(٣) فى ج ، ش : «من كتب اللّه».

﴿ ٧٨