١٤

وقوله : ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ (١٤) خاطب المشركين.

ثم قال : وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ فنصب (أنّ) من جهتين.

أما إحداهما : وذلك بأن للكافرين عذاب النار ، فألقيت الباء فنصبت. والنصب الآخر أن تضمر فعلا مثل قول الشاعر :

تسمع للأحشاء منه لغطا ولليدين جسأة وبددا «٣»

أضمر (وترى لليدين) كذلك قال ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ واعلموا أَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ. وإن شئت جعلت (أن) فى موضع رفع تريد : ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وذلكم (أنّ

(٣) اللغط : الأصوات المبهمة. والجسأة الصلابة والغلظ والخشونة. والبدد : تباعد ما بين اليدين.

للكافرين عذاب النّار) ومثله فى كتاب اللّه تبارك وتعالى : خَتَمَ «١» اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ قرأها عاصم فيما حدّثنى المفضل ، وزعم أن عاصما أخذها عليه مرتين بالنصب. وكذلكقوله : وَحُورٌ عِينٌ «٢».

(١) آية ٧ سورة البقرة.

(٢) الآية ٢٢ من سورة الواقعة. ويريد المؤلف قراءة أبى وعبد اللّه بن مسعود (وحورا عينا) على معنى : ويعطون هذا كله وحورا عينا كما فى البحر ٨/ ٢٠٦

﴿ ١٤