٧

وقوله : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ (٧) على التعجب كما تقول : كيف يستبقى مثلك أي لا ينبغى أن يستبقى. وهو فى قراءة عبد اللّه (كيف يكون للمشركين عهد عند اللّه ولا ذمة) فجاز دخول (لا) مع الواو لأن معنى أوّل الكلمة جحد ، وإذا استفهمت بشىء من حروف الاستفهام فلك أن تدعه استفهاما ، ولك أن تنوى به الجحد. من ذلك قولك : هل أنت إلّا كواحد منّا؟! ومعناه : ما أنت إلا واحد منا ، وكذلك تقول : هل أنت بذاهب؟ فتدخل الباء كما تقول : ما أنت بذاهب. وقال الشاعر :

يقول إذا اقلولى عليها وأقردت ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم «٢»

و قال الشاعر :

فاذهب فأىّ فتى فى الناس أحرزه من يومه ظلم دعج ولا جبل «٣»

(٢ ، ٣) انظر ص ١٦٤ من هذا الجزء.

فقال : ولا جبل ، للجحد وأوّله استفهام ونيّته الجحد معناه ليس يحرزه من يومه شىء. وزعم الكسائي أنه سمع العرب تقول : أين كنت لتنجو منى ، فهذه اللام إنما تدخل ل (ما) التي يراد بها الجحد كقوله : ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا «١» ، وَما كُنَّا «٢» لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ.

(١) آية ١١١ سورة الأنعام.

(٢) آية ٤٣ سورة الأعراف.

﴿ ٧