٨

وقوله : كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ (٨) اكتفى ب (كيف) ولا فعل معها لأن المعنى فيها قد تقدّم فى قوله : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ وإذا أعيد الحرف وقد مضى معناه استجازوا حذف الفعل كما قال الشاعر «٣» :

و خبرتمانى أنما الموت فى القرى فكيف وهذى هضبة وكثيب

و قال الحطيئة :

فكيف ولم أعلمهم خذلوكم على معظم ولا أديمكم قدّوا «٤»

(٣) هو كعب بن سعد الغنوي من قصيدة يرثى فيها أخاه أبا المغوار ، وقد ذكره فى قوله :

و داع دعا : يا من يجيب إلى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيب

فقلت : ادع أخرى وارفع الصوت جهرة لعل أبى المغوار منك قريب

يقول : إن الناس تعتقد أن فى الريف الوباء والمرض ، وفى البادية الصحة وطيب الهواء ، وقد مات أخوه وهو فى حر البادية بين هضبة وقليب ، أي بئر لا نهر يجرى فى القرى. وورد الشطر الثاني فى اللسان (الألف اللينة) :

فكيف وهاتا روضة وكثيب

(٤) من قصيدته فى مدح بنى شماس بن لأى من بنى سعد. والمعظم بفتح الظاء وكسرها : الأمر العظيم.

يقول : إن بنى شماس يقومون بنصرة عشيرتهم ، ومع ذلك يحسدهم قومهم. وقدّ الأديم : شقه.

يقول : لا يقدح فى عرضكم ولا يفسد أمركم.

و قال آخر :

فهل إلى عيش يا نصاب وهل فأفرد الثانية لأنه يريد بها مثل معنى الأوّل.

﴿ ٨