٩٠

وقوله : وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ (٩٠) وهم الذين لهم عذر. وهو فى المعنى المعتذرون ، ولكن التاء أدغمت عند الذال فصارتا جميعا (ذالا) مشدّدة ، كما قيل يذّكّرون ويذّكّر. وهو مثل (يخصّمون) «٤» لمن فتح الخاء ، كذلك فتحت العين لأن إعراب التاء صار فى العين كانت - واللّه أعلم -

(٤) فى آية ٤٩ سورة يس.

المعتذرون. وأما المعذّر على جهة المفعّل فهو الذي يعتذر بغير عذر حدّثنا محمد قال حدّثنا الفراء قال : وحدّثنى أبو بكر بن عيّاش عن الكلبىّ عن أبى صالح عن ابن عباس ، وأبو حفص الخرّاز عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنه قرأ «١» :

(المعذرون) ، وقال : لعن اللّه المعذّرين ذهب إلى من يعتذر بغير عذر ، والمعذر :

الذي قد بلغ أقصى العذر. والمعتذر قد يكون فى معنى المعذر ، وقد يكون لا عذر له.

قال اللّه تبارك وتعالى فى الذي لا عذر له :

يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ (٩٤) ثم قال : (لا تعتذروا) لا عذر لكم. وقال لبيد فى معنى الاعتذار بالأعذار إذا جعلهما واحدا :

و قوما فقولا بالذي قد علمتما ولا تخمشا وجها ولا تحلقا الشعر

إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر

يريد : فقد أعذر.

(١) كذا فى أ. وفى ش ، ج : «قال».

﴿ ٩٠