٥

و قوله : جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ (٥) ولم يقل : وقدّرهما. فإن شئت جعلت تقدير المنازل للقمر خاصّة لأنّ به تعلم الشهور. وإن شئت جعلت التقدير لهما جميعا ، فاكتفى بذكر أحدهما من صاحبه كما قال الشاعر «١» :

رمانى بأمر كنت منه ووالدي بريئا ومن جول الطوىّ رمانى

و هو مثل قوله وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ «٢» ولم يقل : أن يرضوهما.

(١) هو ابن أحمر ، أو هو الأزرق بن طرفة كما قال ابن برىّ. والطوىّ : البئر ، وجولها : جدارها.

وقوله : من جول الطوىّ رمانى مثل. يريد أن ما رمانى به يعود قبحه عليه ، فإن من كان فى البئر ورمى بشىء من جدارها عاد عليه ما رمى به إذ ينجذب إلى أسفل. ويروى : «و من أجل الطوى» وهو الصحيح لأن الشاعر كان بينه وبين خصمه منازعة فى بئر. وانظر اللسان فى جال.

(٢) آية ٦٢ سورة التوبة.

﴿ ٥