١٢وقوله - عزّ وجلّ - : فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ [١٢]. يقول : يضيق صدرك بما نوحيه إليك فلا تلقيه إليهم مخافة أن يقولوا : لو لا أنزل عليك كنز. فأن فى قوله : (أَنْ يَقُولُوا) دليل على ذلك. وهى بمنزلة قوله : (يُبَيِّنُ «٢» اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) و(من) تحسن فيها ثم تلقى ، فتكون فى موضع نصب كما قال - عز وجل : (يَجْعَلُونَ «٣» أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ) ألا ترى أن (من) تحسن فى الحذر ، فإذا ألقيت انتصب بالفعل لا بإلقاء (من) كقول الشاعر «٤» : و أغفر عوراء الكريم اصطناعه وأعرض عن ذات اللّئيم تكرّما (٢) خاتمة سورة النساء. (٣) الآية ١٩ سورة البقرة. (٤) هو حاتم الطائي. وهو من قصيدة يتمدح فيها بمكارم الأخلاق. وقوله : «اصطناعه» فالرواية المشهورة : «ادخاره» والعوراء الكلمة القبيحة. وانظر الخزانة فى الشاهد التاسع والسبعين بعد المائة. |
﴿ ١٢ ﴾