١٢

وقوله : هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً : [١٢] خوفا على المسافر وطمعا للحاضر.

وقوله : (وَ يُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ) السحاب وإن كان لفظه واحدا فإنه جمع ، واحدته سحابة. جعل نعته على الجمع كقوله (مُتَّكِئِينَ «٣» عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ) ولم يقل :

أخضر ، ولا حسن ، ولا الثقيل ، للسحاب. ولو أتى بشىء من ذلك كان صوابا كقوله : (جَعَلَ لَكُمْ «٤» مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) فإذا كان نعت شىء من ذا يرجع إلى صغر أو كبر لم تقله إلّا على تأويل الجمع. فمن ذلك أن تقول : هذا تمر طيّب ، ولا تقول تمر

(٣) الآية ٧٦ سورة الرحمن.

(٤) الآية ٨٠ سورة يس. [.....]

صغير ولا كبير من قبل أن الطيّب عامّ فيه ، فوحّد ، وأن الصغر والكبر والطول والقصر فى كل تمرة على حدتها.

قوله : لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ : [١٤] لا إله إلا اللّه (وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) يعنى الأصنام لا تجيب داعيها بشىء إلا كما ينال الظمآن المشرفعلى ماء ليس معه ما يستقى به. وذلك قوله عزّ وجلّ :

(إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ) ثم بيّن اللّه عزّ وجلّ ذلك فقال : (لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ).

﴿ ١٢